درس الحرب العالمية 02
ألمانيا بين الحربين العالميتين (1991-1945) :-
1 -جمهورية فايمر سنة 1919 حتى سنة 1933.
2-فترة الحكم النازي سنة 1933 حتى سنة 1945.
جمهورية فايمر : حكمت هذه الجمهورية ألمانيا من سنة 1919 حتى سنة 1933 . سميت بذلك نسبة إلى دستورها الذي اقر في مدينة فايمر الألمانية وكان نظامها ديمقراطي محض وأول رئيس لها هو "المارشال هندبنرج" عانت هذه الجمهورية منذ نشأتها إلى مصاعب اقتصادية وسياسية كبيرة . ما حمل بعض الجنرالات الجيش إلى محاولة بالانقلاب سنة 1919 , لكن رئيس الحكومة الاشتراكي فريدريك ايبرت دعا الطبقة العاملة إلى الإضراب فاستجابت له ولما شعر الجنرالات بأنهم معزولون فشل الانقلاب.
بعد عدة شهور حدثت محاولة انقلاب أخرى بقيادة الشيوعيين وأطلقوا على نفسهم اسم سبارتاكوس. (نسبة إلى سبارتاكوس القائد الروماني الذي ثار على روما سنة 2022 قبل الميلاد) كان هدف الانقلاب تحويل ألمانيا إلى دولة شيوعية كشكل الاتحاد السوفياتي. فقامت الدولة بقمع هذا الانقلاب عن طريق الاستعانة بقوى الجيش والقوى اليمينية وهذا ما اضعف الدولة أكثر فأكثر . الوضع في ألمانيا قسم المجتمع إلى قسمين رئيسين:-
1-اليمين وشمل العسكريين والاقطاعين والقوميين النازيين وأصحاب رأس المال.
2-اليسار وشمل الشيوعيين والقسم الأكبر من الطبقة العاملة.
اليسار في دعايته قال إن الحل الصحيح لإخراج ألمانيا من ازمتها الاقتصادية هو توزيع الثروة توزيعا عادلا في البلاد أي تطبيق النظام الاشتراكي الماركسي وضرب الطبقة الراسمالية : الإقطاعيين . الحزب الشيوعي الألماني أصبح ثاني حزب في البلاد من حيث قوته في البرلمان الألماني الرايخستاج.
أما اليمين وعلى رأسه أدولف هتلر فقد ركز دعايته إن النظام الحالي الاشتراكي الديوقراطي هو نظام ضعيف . هذا النظام هو الذي وقع على استسلام ألمانيا واتفاقية فرساي المذلة ووافقت على التنازل عن أراضي ألمانية ودفع تعويضات وخسارة كل المستعمرات ألمانيا ونزعها من السلاح وإذلالها عند التوقيع على هذه الوثائق. وان هذه الحكومة غير قادرة على حل مشاكل ألمانيا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وإنقاذها من أزمتها الاقتصادية هذا الانهيار والتدهور أدى إلى إفلاس شركات وخسارة سكان كثيرين لمصالحهم . هذا التضخم ( 4200 مليارد مارك. مارك = 1 دولار) شل الاقتصاد وجعل الدولة تصل إلى حافة الإفلاس.
تعود أسباب تدهور حالة ألمانيا الاقتصادية إلى:-
1-خسارتها في الحرب العالمية الأولى.
2-التعويضات الضخمة التي أجبرت على دفعها لفرنسا وبلجيكا.
3-فقدانها لحوالي 13% من مساحتها و 10% من سكانها و57% من مناجم الفحم و30% من الحديد.
4-عدم قدرتها على التحول من اقتصاد حرب إلى اقتصاد سلام.
5-خروج ملايين من الجنود والضباط المسرحين إلى سوق العمل المدني ولم يجدوا لهم عملا وقد بحث هولاء عن حل سريع لمشاكلهم.
الدعاية النازية ركزت على هذه النقطة وقالت : " بأنه إذا صعد النازيون إلى السلطة سوف يلغون معاهدة فرساي وسيعيدون بناء الجيش الألماني ( تقوية الصناعة العسكرية) وسيقومون بعمل مشاريع هامة تستوعب أعداد هائلة من العاطلين عن العمل. ووعدوا باسترجاع كل الأراضي الألمانية المغتصبة ومستعمراتها ما وراء البحار.
6-الأزمة الاقتصادية الأمريكية سنة 1929 وانهيار بورصة نيويورك الأمر الذي اثر على التجارة بين ألمانيا والولايات المتحدة .
هذه الأزمة أدت إلى زيادة عدد العاطلين عن العمل إلى 6 ملايين عامل قبيل صعود هتلر إلى الحكم . هذه الأزمة أدت إلى سقوط حكومتين بين سنوات 1929 – 1933 فاضطر رئيس الجمهورية الألمانية إلى إعانة الحكومة باستعمال صلاحياته بإصدار مراسيم بدل قوانين في سنة 1932 سقطت هذه الحكومة وأعلن عن انتخابات جديدة . وفي هذه الانتخابات فاز النازيون ب 230 مقعد من أصل 608 وأصبحوا اكبر حزب في الرايخستاج لكن لم يتم تشكيل حكومة جديدة قوية لصعوبة تشكيل ائتلاف فنشأت حكومة اسمها "حكومة البازونات" وهذه الحكومة كان وزراؤها من الارستقراطيين هذه الحكومة أيضا لم تصمد إلا لشهور قليلة . ازداد الاعتقاد بان الحزب النازي(الحزب الوطني الاشتراكي) سيستولي على الحكم قريبا, لكن في نفس السنة سنة 1932 جرت انتخابات أخرى خسر فيها الحزب النازي 31 مقعد وبقي معه 199. هتلر زعيم الحزب خاض الانتخابات لرئاسة الجمهورية ضد هاندينرغ. وفي هذه الانتخابات حصل على حوالي 130 مليون صوت (ثلث الأصوات) وهذا دليل على ارتفاع مكانة هتلر الشعبية . هتلر لم يفز بالرئاسة , ولم يستطع تشكيل حكومة نازية لكنه أصبح اكبر زعيم له قاعدة شعبية في البلاد وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية الكبيرة.