(ماحكم قول تصدقي بنية الشفاء او الأستغفار بنية الأنجاب
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
انتشرت كلمة تصدقي بنية الحصول على زوج او صلي الليل بنية الفرج
او تصدقي بنية الشفاء و…الخ
هذا الكلمات نراها تنتشر في المدونة
وخاصة النسائية
حيث أن مايعرفه كل مسلم أن العبادات شرعت طلبا لتحصيل الأجر في الأخرة أولا
والعقيدة الصحيحة هي من أهم لوازم الدين الصحيح فينبغي أن نحرص على تنقيتها من أدنى شائبة
سؤال/
متى يكون العمل شركاً أصغر ( خفي ) في باب الإرادة والقصد ؟.
العمل إذا عُمل لأجل مصلحة دنيوية يكون شركاً أصغر ( خفي ) إذا توفرت فيه ثلاث شروط :
1 / أن يكون هذا العمل تعبدي .
2 / أن يكون قام به لأجل مصلحة دنيوية .
3 / أن لا يكون هو الغالب على كل أعماله وأحواله .
وفي (فتح القدير) للشوكاني رحمه الله
قال : { مَن كَانَ يُرِيدُ الحياة الدنيا وَزِينَتَهَا نُوَفّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا }المعنى : أن من كان يريد بعمله حظّ الدنيا يكافأ بذلك ، والمراد بزينتها : ما يزينها ويحسنها من الصحة والأمن ، والسعة في الرزق ، وارتفاع الحظّ ، ونفاذ القول ، ونحو ذلك . وإدخال { كان } في الآية يفيد أنهم مستمرّون على إرادة الدنيا بأعمالهم ، لا يكادون يريدون الآخرة ، ولهذا قيل : إنهم مع إعطائهم حظوظ الدنيا يعذّبون في الآخرة ، لأنهم جرّدوا قصدهم إلى الدنيا ، ولم يعملوا للآخرة . وظاهر قوله : { نُوَفّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا } أن من أراد بعمله الدنيا حصل له الجزاء الدنيوي ولا محالة ، ولكن الواقع في الخارج يخالف ذلك ، فليس كل متمنّ ينال من الدنيا أمنيته ، وإن عمل لها وأرادها ، فلا بد من تقييد ذلك بمشيئة الله سبحانه .
وفي كتاب (فتح المجيد )شرح كتاب التوحيد
يقول المؤلف في باب (من الشرك إرادة العبد بعمله الدنيا(
وقد سئل شيخنا المصنف رحمه الله عن هذه الأية ؟ فأجاب بما حاصله:
ذكر عن السلف فيها أنواعا مما يفعله الناس اليوم , ولا يعرفون معناه
فمن ذلك : العمل الصالح الذي يفعله الناس ابتغاء وجه الله : من صدقة وصلاة وصلة وإحسان إلى الناس وترك الظلم ونحو ذلك مما يفعله الإنسان أو يتركه خالص لله , لكنه لايريد ثوابه في الأخرة ,إنما يريد أن يجازيه الله بحفظ ماله وتنميته أو حفظ أهله وعياله ,أو إدامة النعمة عليهم ولاهمة له في طلب الجنة والهرب من النار , فهذا يعطى ثواب عمله في الدنيا وليس له في الأخرة من نصيب وهذا النوع ذكره ابن عباس انتهى كلامه
فالصور لا تخلو من أحد ثلاث أحوال :
الأولى : إمّا أن يريد الإنسان بعمله الدنيا مطلقاً وهو الغالب على حاله . فهذا شرك أكبر .
الثانية : أو أن ير يد العبد بعمله وجه الله تعالى وتحصيل منفعة دنيوية ، فهذا لا يخلو من أحد حالين :
أ / أن يجعل الإخلاص مطية ووسيلة – لحصول ا لمنفعة – لا غاية و قصداً .
قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله : حكي أن أبا حامد الغزالي بلغه أن من أخلص لله أربعين يوماً تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ، قال : فأخلصت أربعين يوماً فلم يتفجر شئ ، فذكرت ذلك لبعض العارفين فقال لي : إنما أخلصت للحكمة ولم تخلص لله !
قال شيخ الإسلام : وذلك لأن الإنسان قد يكون مقصوده نيل العلم والحكمة أو نيل المكاشفات والتأثيرات أو نيل تعظيم الناس له ومدحهم إياه أو غير ذلك من المطالب قد عرف أن ذلك يحصل بالإخلاص لله وإرادة وجهه ، فإذا قصد أن يطلب ذلك بالإخلاص وإرادة وجهه كان متناقضاً ؛ لأن من أراد شيئاً لغيره فالثاني هو المراد المقصود بذاته ، والأول يراد لكونه وسيلة إليه ، فإذا قصد أن يخلص لله ليصير عالماً أو عارفاً أو ذا حكمة أو صاحب مكاشفات وتصرفات ونحو ذلك فهو هنا لم يرد الله بل جعل الله وسيلة إلى ذلك المطلوب الأدنى ..أ , هـ فهذا ينافي كمال الإخلاص . وهو من الشرك الأصغر .
ب / أن يجعل الإخلاص غاية وقصداً ، لكن يحصل له بذلك منفعة دنيوية ، فهذا لا يخلو من حالين :
1 – أن تكون هذه المنفعة مما جعلت في العبادة أصلاً ( كالغنيمة في الجهاد ) فهذا لا يخلو من حالين أيضاً :
– أن لا يخالط العامل قصد لتحصيل هذه المنفعة ، فهذا في أعلى الدرجات .
– أن يخالط العامل قصد لتحصيل هذه المنفعة ، فهذا لا يحرم عليه بالإجماع على ما نقله القرافي ، لكنه بهذه المخالطة قد ينقص أجره .
2 – أن تكون هذه المنفعة جُعْلاً يجعل للعامل فحكم هذا خاضع لأحوال العامل من جهة مقصده على ما بُيّن سابقاً .
وللإمام عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله تفصيل مهم في ذلك حيث قال :
وأما العمل لأجل الدنيا وتحصيل أعراضها فإن كانت إرادة العبد كلها لهذا القصد ولم يكن له إرادة لوجه الله والدار الآخرة فهذا ليس له في الآخرة من نصيب ، وهذا العمل على هذا الوصف لا يصدر من مؤمن فإن المؤمن وإن كان ضعيف الإيمان لابد أن يريد الله والدار الآخرة .
وأما من عمل العمل لوجه الله ولأجل الدنيا والقصدان متساويان أو متقاربان فهذا وإن كان مؤمناً فإنه ناقص الإيمان والتوحيد والإخلاص ، وعمله ناقص لفقده كمال الإخلاص .
وأما من عمل لله وحده وأخلص في عمله إخلاصاً تاماً لكنه يأخذ على عمله جعلاً معلوماً يستعين به على العمل والدين كالجعالات التي تجعل على أعمال الخير وكالمجاهد الذي يرتب على جهاده غنيمة أو رزق ـ، وكالأوقاف التي تجعل على المساجد والمدارس والوظائف الدينية لمن يقوم بها فهذا لا يضر أخذه في إيمان العبد وتوحيده لكونه لم يرد بعمله الدنيا ، وإنما أراد الدين وقصد أن يكون ما حصل له معيناً على قيام الدين ، ولهذا جعل الله في الأموال الشرعية كالزكوات وأموال الفيء وغيرها جزءً كبيراً لمن يقوم بالوظائف الدينية والدنيوية النافعة .أ . هـ
فتوى
سـؤال/ حفظك الله و أحسن إليك، قد يعمل المسلم نافلـة ويجتهد فيها، فقط ليتيسر أمره ويكثر رزقـه ببركة العمل الصالح، دون أن يرجو الأجـر، كيف ترون هذا العمل ؟
جـواب/ في هذا الفعل تقصيـر، وذلك لأنه قصر النية على مُراد قريـب، ولو جعل نيّته فوق ذلك لكان أحسن وأفضـل، وذلك أن ينوي الآخرة والأجـر، والبركة في الرِّزق في الدنيا.
وفي التّنـزيل ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكـم ) وفي التفسير: قِيل: الشكر قَيد الموجـود، وصيد المفقود. قال القرطبي: والآية نصّ فـي أن الشّكر سبب المزيد.
فحـريّ بمن يعمل الصالحات أن يجعل الآخرة هي همّـة، والبركة والرّزق تأتي تَبَعـاً. والله تعالى أعلم.
الشيخ عبدالرحمن السحيـم حفظه الله تعالـى
ليس في قاموس السعادة إلا كلمة واحدة
هي
الرضا