التصنيفات
مراحل التعليم

مواضيع فلسفية للاستفادة

مواضيع فلسفية للاستفادة

تعد الأخلاق من التوجيهات و الوصايا و القواعد التي تهدف إلى تقويم اعوجاج السلوك الإنساني و تنظيم الحياة الاجتماعية، ولقد اهتمت الفلسفة بموضوع الأخلاق مند العصور القديمة خاصة مع "سقراط" و "أرسطو"، إذ انصب اهتمام الباحثين في مجال الأخلاق إلى جعل السلوك متأسسا على الفضائل و تنظيم السلوكات الغريزية و التخلص من الشهوات و الأهواء العشوائية التي تقود إلى الفوضى، إن الهدف الأسمى الذي تتوخى الأخلاق بلوغه هو تحقيق السعادة، و ذلك بضمان الحرات الضرورية لتحقيق الحاجيات دون الإخلال بالواجبات، غير إن التفكير في الأخلاق يطرح عدة إشكاليات من بينها :هل الأخلاق مطلقة و شاملة و موحدة بين جميع الناس، أم أن لكل مجتمع أخلاقه و بذلك تكون نسبية؟ و هل يعتمد تطبيق الأخلاق على الإلزام أم الالتزام؟

الواجب


يشير الواجب إلى ما ينبغي على الفرد القيام به، و لكن ما يجب على الإنسان قد يقوم به بشكل حر و إرادي ملتزما بأدائه وعيا منه لما يحققه له ولغيره من نفع، و قد تتدخل سلطة خارجية تلزم الإنسان وتكرهه على الخضوع له، لكن احترام الواجب يستوجب نوعا من الوعي الأخلاقي سواء كان أصل هذا الوعي فطريا أم مكتسبا، إلى جانب تدخل المجتمع في مراقبة أفراده.
الواجب و الإكراه:
هل يكون الإنسان ملزما بالقيام بالواجب تحت إكراه سلطة خارجية، أم أن الواجب ينبع من التزام ذاتي و خضوع إرادي ؟
موقف "إم. كانط" إن الواجب من تشريع العقل ويحترمه الإنسان ويلتزم به إراديا، إن رقابة العقل هي التي تفرض على الإنسان الالتزام بالواجب، لكن ينبغي أن يتأسس الواجب على الإرادة الطيبة أي توخي الخير في كل سلوك، ومبدأ الواجب مبدأ عالمي يهدف إلى تنظيم العلاقات الإنسانية بين جميع الناس بدون استثناء، واحترام الواجب فيه إكراه نابع من إرادة الذات.
موقف "جون ماري غويل" إن الواجب نابع من الحياة وقوانينها ويرتبط بقدرة الإنسان وشعوره بما يستطيع القيام به، وكل قدرة تنتج واجبا، فإذا كان الإنسان قادرا على العمل حينها يصبح واجبا عليه، أي إن كل ما يستطيع الإنسان القيام به يعتبر واجبا عليه شريطة أن يكون الفعل موجها نحو الخير، أما الإكراه فهو نابع من قدرة الإنسان و طبيعته و قوانين الحياة.
الوعي الأخلاقي:
كيف يتكون لدى الإنسان الوعي بالواجبات؟ وما مصدر الإحساس بضرورة احترام الواجب؟
موقف "ج.ج. روسو" الإحساس بضرورة احترام الواجبات يعتبر فطريا في الإنسان، إن الإنسان يعرف الخير بشكل فطري ولا يحتاج للدين والمجتمع والثقافة ليتعلم ما هو خير، إن في الإنسان ميل ونزوع للخير، فمنذ أن كان الإنسان في حالة الطبيعة كان يتصف بالخير والبراءة، ومصدر الشر هو الملكية الفردية التي خلقت الأنانية في الإنسان، يعتبر"روسو" إن مصدر الوعي بالتنظيم الأخلاقي(الواجب) لدى الإنسان هو علاقته بذاته(ضرورة حفاظه على ذاته) و علاقته بالناس الآخرين.
موقف "نيتشه" ليس الوعي الأخلاقي باحترام الواجب فطريا وإنما مصدره علاقات اجتماعية فمثلا بين الدائن و المدين (في القرض) يحضر تأنيب الضمير الذي يلزم الفرد بإرجاع ما أخذه من الغير على سبيل الاقتراض، أي أن الوعي يجعل الإنسان في صراع مع ذاته من اجل تلبية واجبات الغير.
الواجب والمجتمع:
هل احترام الواجب نابع من سلطة المجتمع، أم ينبغي على الإنسان الالتزام بواجبات تجاه الإنسانية جمعاء؟ هل الواجب يرتبط بكل مجتمع و يختلف من مجتمع لآخر، أم انه مرتبط بالإنسان عموما؟
موقف "إميل دور كايم" احترام الواجب مصدره سلطة المجتمع، بمعنى أن المجتمع يفرض رقابته على الأفراد لكي يقوم بالواجبات هذه الرقابة تتمثل في(الثقافة، الدين، القانون، التربية) و لكل مجتمع واجبات خاصة.
موقف "برغسون" لا بد من توفر سلطة المجتمع من اجل احترام الواجب وهناك نوعين من الواجبات: واجبات مجتمعية( تختلف من مجتمع لآخر)، وواجبات إنسانية مشتركة بين جميع الناس، هذا الأخير يستوجب خضوعا إراديا و التزاما حرا من الفرد.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.