أمّا و إمّا
حرف شرط وتفصيل وتوكيد :
1 ـ حرف شرط غير جازم تلزم الفاء جوابها كثيراً .
كقوله تعالى ( فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم ) .
2 ـ حرف تفصيل وجوابه مقترن بالفاء وجوباً .
كقوله تعالى ( فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث )
3 ـ حرف توكيد ، كقول الشاعر :
أما أنا فكما علمت فهل لوصلك من مُقام
يلاحظ أن ( أمّا ) لا يليها إلا اسم لأنها قائمة مقام شرط وفعل شرط كما مر في الأمثلة السابقة ، ولو وليها فعل لتُوهم أنه فعل الشرط ، وإنما يليها مبتدأ نحو : أمّا زيد فقائم ، أو خبر ، نحو : أما قائم فزيد ، أو مفعول مقدم ، نحو قوله تعالى ( فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر ) .
نماذج من الإعراب قال تعالى ( فأما اليتيم فلا تقهر ) .
فأما : الفاء زائدة حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
أما : حرف تفصيل متضمن معنى الشرط والجزاء .
فلا : الفاء واقعة في جواب الشرط ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
لا : ناهية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
تقهر : فعل مضارع مجزوم بلا ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
قال الشاعر : أبا خراشة أما أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبع
أبا : منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف .
خراشة : مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعليمة والعجمية .
أمّا : عبارة عن ( أن ) المصدرية المدغمة في ( ما ) الزائدة النائبة عن كان المحذوفة . أنت : ضمير مبني على الفتح في محل رفع اسم كان المحذوفة .
ذا : خبر كان مبني على السكون في محل نصب ، وهو مضاف . نفر : مضاف إليه مجرور بالكسرة . فإن : الفاء تعليلية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وإن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل .
قومي : اسم إن منصوب بالفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وقوم مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه . لم : حرف نفي وجزم وقلب مبني على السكون لا محل له من الإعراب . تأكلهم : تأكل فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . الضبع : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر إن .
إمّا
1 ـ تأتي حرفاً للتفصيل ، نحو قوله تعالى ( إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا )
2 ـ وتأتي حرف عطف على المشهور شبيه بـ ( أو ) ، وتضمن المعاني الآتية :
أ ـ معنى الإباحة ، نحو : احضر إلينا إما اليوم وإما غداً ،
( فإما ) الثانية في البيت هي المعنية بحرف العطف .
ب ـ معنى الشك ، نحو : خرج من المسجد إما محمد أو محمود .
ج ـ معنى الإبهام ، كقوله تعالى ( وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم ) .
د ـ معنى التغيير ، كقوله تعالى ( إما أن تلقي وإما أن تكون أول من ألقى ) ، ومنه قوله تعالى ( إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسناً )(4) .
3 ـ وتأتي مركبة من ( إن ) الشرطية و ( ما ) الزائدة .
نحو قوله تعالى ( وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم ) .
وقوله تعالى ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما ).
نماذج من الإعراب قال تعالى ( إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً ) . إنا : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، وناء المتكلمين في محل نصب اسمها .
هديناه : هدى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، وناء الفاعلين في محل رفع فاعل ، والهاء ضمير الغائب في محل نصب مفعول ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن . السبيل : مفعول به ثان منصوب بالفتحة .
إما : حرف تفصيل لا عمل له ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
شاكراً : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة .
وإما : الواو حرف عطف ، إما حرف تفصيل مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
كفوراً : حال منصوبة . وقوله إما كفوراً معطوف على إما شاكراً .