التصنيفات
دايت شوب

الرياضه تحقق السعاده والاشباع بين الزوجين -للحمية و الرشاقة

الرياضه تحقق السعاده والاشباع بين الزوجين


لم يكن الناس في حاجة إلى الرياضة قديماً بقدر ما نحن في حاجة إليها الآن، لقد كان الجميع نساء ورجالاً يقومون بأعمال بدنية يومية فيها من الجهد ما يماثل الجهد الذي يبذله من يمارس الرياضة البدنية اليوم،
.

وفيها من الاستغراق والانهماك ما يكفي للتقليل من انشغال النفس بالهموم والمشاعر السلبية، كالقلق والاكتئاب والتوتر، ولكن في عصرنا هذا قل عناؤنا الجسدي وكثرت الضغوط النفسية علينا، وصرنا نعمل بعقولنا وأعصابنا أكثر بكثير مما نعمل بعضلاتنا ومهاراتنا اليدوية، وبذلك صرنا أكثر تعرضاً للتوتر النفسي والترهل الجسدي، وما ينتج عنهما من آثار سلبية في جميع جوانب حياتنا، وأولها حياتنا الزوجية.

وانطلاقاً من هذا المفهوم القيم للطبيب النفسي الدكتور محمد كمال الشريف- أبو ظبي- الإمارات- كان هذا اللقاء معه لتسليط الضوء على الأبعاد النفسية للرياضة في الحياة الزوجية بشكل عام.

الآثار المفيدة • ما هي الآثار المفيدة للرياضة؟
– البحث في آثار الرياضة على الحياة الزوجية ليس من قبيل التكلف واصطناع القضايا أو المبالغة فيها، وأول الآثار النفسية المفيدة للرياضة البدنية في الحياة الزوجية، يتجلى في أن هذه الرياضة قد تكون نشاطاً مشتركاً يقوم به الزوجان معاً، وربما شارك فيه الأولاد أيضاً، وهذه المشاركة في النشاطات أو حتى الأعمال اليومية الواجبة تشكل مناسبة لممارسة التقارب العاطفي والنفسي، ولتعميق المودة من خلال الانهماك في الشيء ذاته، والاستمتاع بالنشاط نفسه، وهذا يعني المزيد من الشعور بالتشابه في الميول والاهتمامات، والمزيد من الإحساس بأن طريق الزوجين في هذه الحياة طريق واحدة، ورحلتهما مشتركة وغايتهما تقع في اتجاه واحد.. إن المشاركة والتعاون الذي يتم خلالها، والقرب والحضور الذي يكون بين الزوجين، يوحد ويؤلف بينهما أكثر، ويمثل تجسيداً للحب والود الذي يضمره كل منهما للآخر.

• وإذا لم يتمكن الزوجان من ممارسة الرياضة معاً؟
– قد لا تتاح الفرصة لممارسة الرياضة للزوجين مجتمعين في مكان واحد وزمان واحد، وعندها لا تكون هنالك المشاركة، ورغم هذا يبقى للرياضة آثارها النفسية المفيدة الكثيرة في الحياة الزوجية.

فالرياضة البدنية تُحسن نظرة الإنسان إلى نفسه ورؤيته لها وتصوره عنها، فالذي ينجح في ممارسة الرياضة بانتظام يشعر أنه قد فعل شيئاً، وأنجز إنجازاً ذا قيمة، يحق له أن يعتز به في هذا العصر، حيث صارت الرياضة دليلاً على الحيوية ونفياً للكسل، ومؤشراً على التحضر والوعي، هذا بالإضافة إلى الشعور الفطري بالاقتدار والقوة، والفاعلية التي يحس بها كل من يقوم بعمل يعتبره مهماً وبارعاً وبحاجة إلى المهارة أو إلى الإرادة والعزيمة.

• كيف تحقق الرياضة السعادة للزوجين؟
– الرياضة تظهر الطاقات الكامنة لدى الإنسان إلى حيز الواقع والوجود، ولتحقيق الذات متعته، وللشعور بالقدرة لذته، وللإنجاز.. جائزته من الرضى عن النفس والاعتزاز بها، والشعور بأنها قريبة من الحال التي يحلم الإنسان أن يكون عليها، وكلما قلت الفجوة بين أنفسنا كما نراها وأنفسنا كما نتمناها، ازددنا تقديراً لأنفسنا ورضى عنها، وقل القلق لدينا وتمتعنا باطمئنان وسكينة وبهجة… وهذا كله يجعل منا أزواجاً وزوجات أفضل، ويكون كل منا أكثر جاذبية، وصحبته أكثر إيناساً وإمتاعاً، حيث النفس الراضية عن ذاتها المبتهجة والسعيدة بما فيها من صفات، وإن أشد ما يضعف جاذبية الإنسان لغيره، وبخاصة في العلاقات بين الزوجين، أن يكون لديه إحساس بالنقص والدونية، فلا يرى نفسه جديراً باهتمام الآخرين ومحبتهم وانجذابهم إليه، والبشر مفطورون على الانجذاب إلى القيم الغالي النفيس، لا إلى القيمة وكأنه بضاعة فيها عيب أو تلف، يكون أقل جاذبية مما لو قدر نفسه حق قدرها دون أن يظلمها في حكمه عليها.

إن الرياضة بما تحققه لمن يمارسها من تحسن في تقديره لذاته، تجعل الحياة الزوجية أكثر سعادة، وتجعل العلاقة بين الزوجين أكثر إشباعاً.

حسن الأداء الفسيولوجي
وقد أثبتت الدراسات الفسيولوجية أن ممارسة الرياضة البدنية ترفع مستوى مادة ( المورفين الداخلي- بيتا)، الذي هو أحد المواد الطبيعية الموجودة في أدمغتنا وأجسادنا وتشبه في تأثيرها مادة المورفين الطبيعي النباتي، لكنها تفوقه في التأثير أكثر من مئة ضعف، ومن خلالها يتم تحسين المزاج وتسكين الألم ورفع المعنويات، والرياضة تجعل الجسم يولد كميات زائدة من المورفين الداخلي هذا، ولعل هذا أحد أسباب الانشراح والراحة وزوال القلق وتحسن المزاج الذي يشعر به الإنسان بعد الرياضة البدنية والتي قد يدوم عدة ساعات أو حتى طيلة اليوم، لذا ينصح الأطباء مرضاهم الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب بممارسة الرياضة البدنية، ومن جهة أخرى فإنه يُعتقد أن الرياضة تريح عضلاتنا من توترها من خلال ما تؤدي إليه من ارتفاع في حرارة الجسم، حيث يقوم الدفء بفعله على العضلات المشدودة بسبب الضغوطا النفسية الحياتية، وهذا يشبه الارتياح الذي يحصل عليه من يأخذ حمام ساونا أو حماماً في مغطس حار.

الآثار النفسية
كلها تفسيرات لحقيقة ثابتة هي أن الرياضة البدنية تحسن المزاج وتخفف التوتر والقلق والاكتئاب، ولا يخفي على أحد منا ما يمكن أن ينتج عن ذلك من آثار إيجابية في الحياة الزوجية، التي صارت في هذا العصر تئن تحت ضغوط الحياة، وربما لا يجد الزوج أو الزوجة من يفرغ فيه توتره وغضبه إلا شريك حياته، لذا تكون الرياضة البدنية متنفساً وصمام أمان تتخلص عن طريقه النفس من بعض توترها، وبالتالي تستطيع هذه النفس أن تكون أقدر على حسن المعاشرة والمخالطة والصبر والتسامح والتقبل للزوج أو الزوجة.

• هل للرياضة تأثير على العلاقات والجاذبية الجنسية بين الزوجين؟
– الرياضة المعتدلة تزيد الجسم لياقة وجمالاً وجاذبية للجنس الآخر، وهذا ينطبق على الرجل والمرأة على حد سواء، حيث تعدل الرياضة من نسبة الدهون إلى غيرها من أنسجة الجسم كالعضلات والعظام، والرياضة بذلك تزيد الجسم قوة وجمالاً حتى لو لم ينقص الوزن، لأن العبرة ليست في الوزن بحد ذاته، بل بتناسب الجسم من حيث وزن الدهون التي فيه ووزن العضلات والعظام، والرياضة تصحح الخلل في هذه النسبة، هذا الخلل الناتج عن حياة الكسل البدني والانشغال العقلي والتوتر النفسي، التي يجد أكثرنا نفسه مضطراً لأن يعيشها.

والجمال واللياقة اللذين تمنحهما الرياضة للزوجين، لهما أكبر الأثر في زيادة الجاذبية الجنسية بينهما، وفي جعل حياتهما الجنسية أكثر متعة وإشباعاً، وبالتالي أكثر إحصاناً وإعفافاً لكل منهما.

• كيف نمارس الرياضة ؟ وهل هنالك حدود معينة لممارستها بين الزوجين؟
– لابد للرياضة حتى تؤتي ثمارها الطيبة في الحياة الزوجية، لابد لها من أن تمارس باعتدال وبدافع المتعة والصحة واللياقة، أما ممارستها بإفراط بحيث تصبح الهم والشغل الشاغل، وبحيث تصبح المحور الذي ينظم حوله الإنسان باقي نشاطاته وأعماله وعلاقاته، فإنها عند ذلك تصبح إدماناً من الإدمانات لا يستطيع الإنسان تركها ليوم أو يومين دون المعاناة النفسية وهبوط المعنويات وهبوط التقدير للذات.

تهذيب الدوافع
ومن جهة أخرى فإن البعض يمارس الرياضة في إطار النرجسية وحب للنفس وتدليل لها واهتمام زائد بها، وبخاصة من الناحية الجسدية والشكلية مما يجعل هذا الإنسان شخصاً فاقد القدرة على الاهتمام بغيره، وعلى منح الحب والرعاية لزوج أو زوجة، والرياضة في هذه الحالة تزيد الزوجين بعداً ولا تزيدهما قرباً، لأنها صورة من صور الدوران والتمحور حول الذات، والانشغال بها والإعجاب المفرط بكمالاتها الموهومة، والحرص على تدليلها دون القدرة على العطاء العاطفي للآخرين من زوج وولد.

الرياضة المرهقة
ويقابل هذه النرجسية عقدة أخرى نقيضة، تدفع البعض إلى المبالغة في الرياضة وهي غياب الإعجاب بالنفس، وكراهية النفس وبخاصة الجانب الجسدي منها، وعدم تقبلها، مما يجعل الشخص يمارس التدريبات الشاقة الطويلة من أجل أن يغير في شكله ووزنه دون داع، وإذ يتوهم هذا الشخص أن الحياة ستكون سعيدة والناس سيتقبلونه ويحبونه في حالة واحدة فقط، وهي أن يتخلص من وزن يراه زائداً أو خصر يراه ثخيناً، أو غير ذلك من عيب في جسده ناتج عن توزع الدهون فيها، مع أن الناس لا يعجبون بعضهم ببعض ولا يحب بعضهم بعضاً، على أساس الوزن والخصر وشكل أجزاء البدن الأخرى، وإن كان للجمال الجسدي أهميته، لكن لصفات الإنسان الأخرى أهمية هي في الغالب أكبر بكثير.

• وبم تنصحون الأزواج في ممارستهم للرياضة؟
– نصيحتي للأزواج في ممارسة الرياضة هي أنّ الرياضة التي تمارس من أجل الصحة والمتعة، وتمارس باعتدال، هي رياضة تفيد الحياة الزوجية وتملؤها بهجة، أما التي تمارس بدوافع مرضية ناجمة عن عقد نفسية، فإنها عرض ومظهر من مظاهر العلة الأصلية، وإذا بلغت حد الإدمان الذي يُلهى وينسى وينافس ما هو أهم، فإنها بالتأكيد لن يكون لها ذلك الأثر الإيجابي نفسه في الحياة الزوجية.

مجلة الفرحة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.