قلق الأهل المبالغ فيه قد يفقده الثقة بقدراته
تشكّل العودة إلى المدرسة حدثًا مهماً للتلميذ بطبيعة الحال، وكذلك بالنسبة إلى الأهل أيضاً. فيشعر بعض هؤلاء بالقلق، ويعملون على متابعة أداء أبنائهم الأكاديمي منذ اليوم الأوّل للمدرسة في شكل مبالغ فيه أحيانًا.
بل قد يستبق بعضهم البرنامج المدرسي، ويفرضون على أبنائهم إنجاز فروض غير مطلوبة منهم، ظنّا منهم أنهم يساعدونهم.
علمًا أنه في الأسابيع الأولى من الفصل الدراسي الأول، لا تثقل المدارس التلامذة بالفروض، بل تكون المسألة تدريجية حتى يعتاد التلامذة على النمط المدرسي بعد عطلة صيف طويلة.
«لها» التقت الإختصاصية في علم نفس الطفل فرح تميم.
هل يؤثر قلق الأهل في أداء التلميذ المدرسي؟
قلق الأهل المبالغ فيه على أداء ابنهم المدرسي قد ينتقل إلى الطفل فيفقد الثقة بقدراته ويجعله متردداً في إنجاز أي واجب مدرسي حتى ولو كان بسيطاً، لذا من الضروري أن يسيطر الأهل على قلقهم قدر المستطاع خصوصاً في الفصل الأول من المدرسة، فمعظم المناهج المدرسية راهنًا تقوم على التدرّج في الدرس من الأسهل إلى الأصعب، وبالتالي على الأهل التقيّد بما هو مطلوب من التلميذ، وألا يصرّوا على قيام ابنهم بإنجاز فروض أو واجبات ليست مطلوبة منه بعد، خصوصًا أن الأسلوب التعليمي الذي تتبعه المعلمة قد يكون مختلفاً عن أسلوب الأم.
وفي المقابل، يمكن التلميذ حتى وإن لم يكن عنده فروض، مراجعة بعض الدروس أو تحضيرها شرط أن تكون مطلوبة منه.
فمن الضروري أن يتعوّد التلميذ على النظام المدرسي منذ الأسبوع الأول للمدرسة ويلتزم القواعد المنزلية التي تفرض خلال الفصل المدرسي، أي يمنح التلميذ فترة راحة بعد العودة من المدرسة كأن ينام بعد الغداء أو يلعب ومن ثم يبدأ الدرس.
ما هي الإرشادات التي على الأهل اتباعها خلال الفصل المدرسي؟
هذه بعض النصائح التي يمكن اعتمادها لمساعدة الطفل في النجاح المدرسي
الاطلاع على مفكّرة تدوين الوظائف والواجبات المدرسية للتأكد من أن التلميذ أنجز كل ما هو مطلوب منه لليوم التالي.
سؤال الطفل عن دروسه اليومية وليس فقط عن المسابقات الأسبوعية، والطلب منه مثلاً تلاوة الاستظهار. والأفضل تعليمه حفظ النصوص بشكل تدريجي أي فقرة بعد فقرة وليس حفظ النص كله دفعة واحدة.
التحلّي بالصبر وتشجيع الطفل إذا واجه صعوبة في إنجاز وظائفه المدرسية، فكل طفل يتعلّم ويفهم تبعًا لإيقاعه الفكري.
تشجيع الطفل على التقدّم بوظائفه، فمثلاً إذا أنجز وظائفه المطلوبة منه لليوم التالي، يمكن الأم تشجيعه على إنجاز وظيفة مطلوب منه تسليمها بعد ثلاثة أيام.
التأكد من وقت إلى آخر من حالة الأدوات التي يستعملها التلميذ أثناء قيامه بواجباته المدرسية، وعلى الأهل ألا ينسوا توفير مكتب أو طاولة درس منظّمة يجلس إليها لإنجاز دروسه، فتكون المكان المرجع الذي ينجز فيه فروضه المدرسية.
تعليم التلميذ تنظيم وقته لضمان نجاحه المدرسي
من الضروري تعويد التلميذ تنظيم وقته خلال العام المدرسي لينهي عامه بنجاح. وهذه بعض النصائح
الاهتمام بغذاء التلميذ: تحضير وجبة فطور صحية ومتوازنة يتناولها التلميذ قبل ذهابه إلى المدرسة، ومن الأفضل أن تكون العائلة مجتمعة إلى مائدة الفطور.
الحقيبة المدرسية أداة لا يمكن الاستغناء عنها.
تشجيع الطفل على تحضير حقيبته المدرسية عند المساء، وتعليمه أن يضع فيها ما يحتاجه لليوم التالي. فالحقيبة المثقلة بأشياء لا يحتاجها الطفل لا طائل منها، فضلاً عن أن الوزن الزائد يؤذي ظهره.
السماح بالجلوس إلى التلفزيون في أوقات الاستراحة وبعد إنجاز الوظائف المدرسية وخلال أيام العطلة الأسبوعية. فضلاً عن ضرورة مراقبة جلوسه إلى الإنترنت وتحديد وقت استعمال الكمبيوتر.
وضع نظام للنوم: النوم عشر ساعات ليس كثيرًا على الطفل. في العطلات يمكنه الذهاب إلى السرير متأخرًا. ولكن خلال العام المدرسي ولتعليمه عادات جيدة من الضروري أن تشرح له الأم أن عليه أخذ قسطٍ وافرٍ من النوم كي يكون مرتاحًا في صفه ويستطيع التركيز أثناء الدروس، ويستفيد من وقت الفسحة مع أصدقائه.
عدم المبالغة في مشاركة الطفل في نشاطات لا صفية، بل القليل منها مفيد، وعلى الأم ألا تنسى أن يوم المدرسة طويل جدًا ومشحون بالعمل.
ما هي الأمور التي لا يمكن الأهل التهاون فيها؟
أن يحاولوا قدر المستطاع أن يكونوا مستعدين لحضور اجتماع الأهل الدوري، وعدم التردد في تحديد موعد مع معلّمة الصف عند الضرورة.
التحقّق من مفكرة التلميذ اليومية، فهي وسيلة جيدة ليبقى الأهل على تواصل مع المعلّمة، فعلى المفكّرة تدوّن مواعيد لقاء إدارة المدرسة أو المعلمة، والرحلات التي تنظم والأوراق المطلوب الاطلاع عليها.
الاهتمام بيوميات الطفل المدرسية مهم جدًا، ويكون ذلك بالطلب من الطفل أن يخبر والديه عن يومه المدرسي، ويشرح لهما ما قام به في الصف وما فهم وما لم يفهم. فهذا يساعد الأهل في تبيان الصعاب المحتملة التي يواجهها الطفل سواء كانت مرتبطة بدروسه أو بعلاقاته مع أصدقائه أو أساتذته.
ابني لا يحب الواجبات المدرسية
ابني (9 سنوات) يرفض القيام بواجباته المدرسية. لكنه يستيقظ يومياً عند السادسة صباحاً ليقرأ جريدة والده ويرتب غرفته ويحاول القيام بصيانة بعض الأغراض المنزلية. ماذا يمكنني أن أفعل كي أجعله يحب الفروض المدرسية؟
لا أظن أنه يمكن القول إن ما يقوم به ابنك هو مساعدة في الأعمال المنزلية، لأن ذلك يعني أنه يقوم بواجباته المدرسية والأمور الخاصة لمن هم في سنّه ويشارك في الأعمال المنزلية.
بينما الحال مع ابنك مختلفة، فهو يرفض القيام بالأمور التي عليه تنفيذها خصوصاً المتعلّقة بالمدرسة، ويستبدلها بظاهرة القيام بأعمال الراشدين، وأعتقد أنه يخيّل إليه أنه أصبح راشداً، ويحاول أن يقلّد والده في كل الأمور.
ويبدو لي من خلال رسالتك أن دور زوجك غائب في تربية ابنكما في الوقت الذي يجدر به أن يكون شريكاً لك.
لذا على زوجك أن يستعيد دوره في البيت ويحاور ابنه ويتحدث إليه ويؤكد له أنه لا يزال طفلاً وأنه ممنوع عليه المشاركة في الأعمال المنزلية طالما أنه لم ينه واجباته المدرسية.
إيقاع الأحرف الأبجدية
ابنتي (5 سنوات) تجد صعوبة في فهم إيقاع الأحرف الأبجدية. هل هناك طريقة لمساعدتها لتخطي هذه الصعوبة؟
يتمكن العديد من الأطفال من حفظ الأحرف عن طريق الموسيقى ويتذكرونها في عمر مبكر جداً. لكن هذا لا يعني أنه باستطاعتهم كتابتها لمجرد سماعها.
وفّري لابنتك كل الوسائل الممكنة لتساعديها على فهم إيقاع الأحرف في الكلمات، كأن تكتبي الكلمات التي يختلط فيها إيقاع الأحرف ومن ثم إقرآها معاً بصوت عال. إقرآ الكلمات المكتوبة في الجرائد، وعلى الخرائط، وعلى الرسائل.
ابحثا معاً عن الكلمات التي يصعب لفظها وردداها بصوت عال. أطلبي منها كتابة أسماء أفراد العائلة ودعيها تسمع الأغاني التي يختلف فيها إيقاع الأحرف في الكلمات ومن ثم اطلبي منها إنشادها. هذه الأمور وغيرها تساعدها على التمييز بين إيقاع الأحرف وطريقة لفظها في الكلمات.
ولكن سيدتي إذا لاحظت أنها لا تزال تواجه صعوبة في ذلك خصوصاً بعد فترة طويلة عليك عرض الأمر على اختصاصي في تقويم النطق، فربما تعاني ابنتك عسراً في القراءة والكتابة. عندها لا يمكن الاستهانة بالأمر .