كبرياء ..امرأة
أغضبتني ..وأغلقت في وجهي الباب..ورحلت
وتركتني والغضب يهد أركاني ..
والدمعة تحرق أحداقي ..
ومرارة القهر تشل أفكاري ..
حتى لساني يعجز عن الكلام..
وقفت هناك ..كطفلة تخلى عنها أبواها..
تبكي ..بمرارة الاحتياج..ترفض الاستسلام..
تدور بي الدنيا ..وترميني أينما كان ..
ماذا أقول..
ماذا عساي أقول..لمن أحببته دهراً..
ووهبت ُ له ..عمراً..
وفرشتُ دربه بأيامي وروداً..
ولم أنتظر منه وعوداً..
أعطيته كل ما أملك ..
ولم أبقي لنفسي..إلا كرامتي وبقايا كبرياء ..
وكلما أراد إحراقي ..طعن فيي الكبرياء..
كانت كلماته .. ونظراته القاسية.. تخنق في قلبي الصبر..
وتسحقني بين حب وألم ..
بين جرح من حبيب ..وطعنة في الفؤاد ..
حتى فاض بي الكيل..
حتى رحل عني الصبر ..
وأدمت روحي الطعنات..
وثارت علي كرامتي..
و تمردت علي نفسي..
وأصبح إحساسي بالظلم والإهانة ..كابوساً يطاردني..
ينغص عليَ أيامي ..
يمحو من قلبي كل لحظة حلوة ..وكل ذكرى جميلة..عشتها معه
فماذا سأفعل؟؟؟أحسست بالغضب وعجزي ينازعني..
وقيودي تدمي معصمي ..قيد من حبي.. وقيد من احترامي لذاتي ولك..
وكيف يستطيع من أوثقت يداه أن يدافع عن نفسه ؟؟
لا يستطيع تفادي اللكمات..
ولا يمكنه صدَ الضربات..
ولا حتى رد الإهانات..
كيف سأعبر عن رفضي لظلمك ..واستبدادك..؟؟
كيف سأقول لك كفى..؟؟لم أعد أحتمل..
أدميت قلبي الذي طالما أحبك و احترمك..
وأعطاك حباً ..دون حساب..
قررتُ الابتعاد..عنك.. عن عالمك..
فكرتُ في الرحيل ..ولكن إلى أين ..
ولم أجد إلى الرحيل سبيل..
فاكتفيتُ بالنوم في غرفة أخرى..
وقلت لك كل ما بيننا انتهى..
ولكن..هل حقاً كل ما بيننا انتهى..؟؟
كم أبكتني هذه الكلمة ليالٍ طويلة ..
وهانت عليك دموعي وأيامي..
وزادت نظراتك القاسية في قلبي الإباء..
وتجاهلك يعتصر من جراحي الدماء..
وخيبة الأمل فيك تحملني وتهوي بي في بحر متلاطم الأمواج ..
موجة تعيدني إليك ..وأخرى ترمي بي بعيداً عن دنياك ..
ومرت الأيام ..ولم ينتهي ما بيننا ..
ولم أستطع أن أنساك..
فحبك في قلبي خنجراً مغروسٌ في الأعماق..
إن سحبته قتلني ..
وإن أبقيته ..لم أزل أبكي من وجع الشوق لحبيب أدماه وسلاه ..
وفي كل يوم كان شوقي يزداد ..
اشتقت لإحساسي معك بالأمان
لدفئ النظرات ..
لحنان اللمسات..
وافتقدت ابتسامة ترتسم على ثغرك و تخفيها ..
كلما همست لك أحبك مرات ومرات ..
و أحسست بأنك إن ضممتني إلى صدرك الآن ..سأنسى كل ما كان ..
ستلتئم جراحي ..وسيطيب خاطري ..فقط إن أخبرتني..
بأنك تحبني ..وأن الحياة من دوني فقدت طعم الهناء..
بكلمة منك ..ترفعني.. تجعلني قمراً يشع في السماء ..
وبأخرى ترميني في هوة الأحزان..
كلمة طالما انتظرت أن تقولها لي ..حتى مل مني الانتظار..
كلمة تشعرني بالحنان تمسح عن كرامتي غبار الانكسار..
أعطيتك كل شيء ..
فهلا أعدت إلي كبريائي وحافظت على كرامتي ؟؟
فهي كل ما تبقى مني.. ومن عمرٍ ..وحلمٍٍ..
ضاع في دنياك ..
بقلم
ندى السمان