لماذا لا يتمكن بعض الآباء من فرض الانضباط على أولادهم؟
الانضباط يعني تعليم الطفل السيطرة على ذاته والسلوك الحسن المقبول.. وطفلك يتعلم احترام ذاته والسيطرة عليها من خلال تلقى الحب والانضباط من جانبك، لذا يجب أن يكون هناك الوعي الكافي لدى الآباء في الأخذ بالانضباط لتهذيب سلوك أطفالهم وإزالة مقاومتهم حيال ذلك، وهذا يتحقق إذا باشروا برغبة تنبع من داخلهم في تبديل سلوكهم. ويمكن إيجاز الأسباب المتعددة التي تمنع الآباء من تبديل سلوكهم فيما يلي:
1- الأم الفاقدة الأمل اليائسة
تشعر هذه الأم بأنها عاجزة عن تبديل ذاتها وتتصرف دائما تصرفا سيئا متخبطة في مزاجها وسلوكها، مثال: توقفت الأم للحديث عن ولدها مع مدرسيه.. هذه الأم تشكو من سوء سلوك ولدها أينما سنحت لها الفرصة لكل من يستمع لها إلا أنها لم تحاول يوما ضبط سلوك ابنها.. وعندما كانت تتحدث مع المدرس كان ابنها يلعب في برميل النفايات المفتوح..
قالت الأم: أنا عاجزة عن القيام بأي إجراء تجاه سلوك ابني.. وبينما كانت مستغرقة في الحديث مع المعلم شاهد الاثنان كيف أنه يدخل إلى داخل برميل النفايات و يغوص فيه ثم يخرج، فتوجه المعلم نحو أمه قائلاً لها: أترين ما يفعل ابنك؟! فأجابت الأم: نعم إنه اعتاد أن يتصرف على هذه الصورة. الخطأ هنا أن الأم لم تحاول، ولا مرة واحدة، منعه من الدخول في النفايات والعبث بها، ولم تسع إلى أن تأمره بالكف عن أفعاله السلوكية السيئة حيث كانت سلبية متفرجة فقط.
2- الأب الذي لا يتصدى ولا يؤكد ذاته
مثل هذا الأب لا يمتلك الجرأة ولا المقدرة على التصدي لولده. إنه لا يتوقع من ولده الطاعة والعقلانية وولده يعرف ذلك، وفي بعض الأحيان يخاف الأب من فقدان حب ولده له إن لجأ إلى إجباره على ما يكره كأن يسمع من ابنه: أنا أكرهك… أنت أب مخيف… مثل هذه الأقوال تخيف الوالد وتمنعه من أن يفعل أي شيء يناهض سلوكه وتأديبه.
3- الأم أو الأب الضعيف الطاقة
ونقصد هنا الوالدين ضعيفي الهمة اللذين لا يملكان القوة للتصدي لولدهما العابث المستهتر. وقد يكون سبب ضعف الهمة مرض الأم والأب بالاكتئاب الذي يجعلهما بعيدين عن أجواء الطفل وحياته.
4- الأم التي تشعر بالإثم
ويتجلى هذا السلوك في الأم التي تذم نفسها وتشعر بالإثم حيال سلوك ابنها الطائش أو ابنتها، وتحس بأن الخطيئة هي خطيئتها في هذا السلوك، وهي المسؤولة، عن سوء سلوكه، ومثل هذه المشاعر التي تلوم الذات تمنعها من اتخاذ أي إجراء تأديبي ضد سلوك أطفالها.
5- الأم أو الأب الغضوب
نجد الأم أو الأب ينتابهما الغضب والانفعال عندما يؤدبان طفلهما، وسرعان ما يكتشفان أن ما يطلبانه من طفلهما من هدوء يفتقران هما إليه، لذلك فإن أفضل طريقة لضبط انفعالاتهما في عملية تقويم السلوك هي أن يلجآ إلى عقوبة الحجز لمدة زمنية ردا على سلوك طفلهما الطائش.
6- الأم التي تواجه باعتراض يمنعها من تأديب الولد
أحيانا يعترض الأب على تأديب زوجته لولدهما أو العكس، لذلك لا بد من تنسيق العملية التربوية باتفاق الأبوين على الأهداف الواجب تحقيقها في تربية سلوك الأولاد.
7- الزوجان المتخاصمان
قد تؤدي المشاكل الزوجية وغيرها من المواقف الحياتية الصعبة إلى إهمال مراقبة سلوك الأولاد.. ومثل هذه الأجواء تحتاج إلى علاج أسري، وتكون من اختصاص المرشد النفسي الذي يقدم العون للوالدين.
تحيتي
أختكم نور الولاية