مسابقة القصص والرويات خيوط قصة قد بداءها غيرك وعد
وعــــــــــد
كانت ريان تنتظر في محل الحافلات حين وقف أمامها مراد و طلب أن يكلمها لدقيقة واحدة، و بما انها في محطة شبه خالية من الركاب، خافت و تراجعت خطوتين الى الوراء لكي تبتعد عنه، حاول مراد التقرب منها ثانية، و لكن هذه المرة طلب رقمها مباشرة. لم ترد ريان على الشاب الذي يبلغ من العمر خمسة و عشرين سنة و يعمل مهندسا معمارياً.أما ريان فكانت شابة في الواحد و العشرين من العمر، و كانت طالبة في السنة الرابعة في كلية الطب.في الحافلة لم تفارق عينا مراد البنت ، و لم يكن ينظر اليها فقط بل كان يراقب كل من يحاول التقرب إليها او يكلمها و كأنه المسؤول عنها في الحافلة. مرت الايام و الايام و كانت في كل مرة تلتقيه في نفس المحطة و يركبان في نفس الحافلة. و لكنها لم تكلمه أبدا و لم يكلمها هو ايضًا بعد اول و آخر محاولة، لكنه ظل يراقبها و يراقب كل من يريد الإقتراب منها او التكلم معها.و في أحد الايام الممطرة، كان مراد واقفا ينظر اليها من بعيد كالعادة، اما هي فكانت مبللة بالكامل و ترتعش من البرد حين وقف امامها رجل شاب يحمل مظلة و غطى رأسها و …و … و؟؟؟ رفعت ريان نظرها لبرهة وعلت وجهها ابستامة اذادت من جمال ذلك الوجه قائلة : مرحبا خالى . منذ متى وانت هنا؟ طوقها خالها بيده قائلا :لا انا كنت مارا فقط .رأى تساؤلا فى عينيها ..فاستطرد قائلا: عدت امس الاول فلم يتبقى من شبابى الكثير لاقضيه بعيدا عن اولادى..كيف انتى ؟؟ سادت لحظة سكون وواصل الخال حديثه بعدها قائلا : سمى الانسان انسان لينسى ما يتعبه ويحذنه وانتى يا ريان قوية بما يكفى لتجاوز الامر,وعموما ساحضر لكم مساءا لاسلم عليكم واوصل حديثى معك . مرت هذه اللحظات على مراد كأنها السنين وتناوشته الظنون والاوهام وكسى وجهه حزن كبير ولكنه ظل متماسك يحدوه امل التواصل حتى وصلت الحافلة لينتهى لقائه بها كأول مرة
عاد مراد الى بيته ,ولكن هذه المرة عاد مهموما تثقل قواه كثيرا من التساؤلات ……من هذا الرجل ؟؟ اى حوار دار بينهم ؟؟ ولما هذه الابتسامة والتطويق؟؟ رباه كم سيطول هذا الامر؟ يااااااااارب ساعدنى ..والقى بجسده على اريكة غرفته ..اغمض عينيه اااااااه يازمن كم انت غريب وعجيب ..كيف تفعل بى كل ذلك..اي عذاب كتب على ..سبحان الله …استغفر الله سرح بعينيه ورجع بذاكرته الى سنوات مضت …اماله حين تخرج مهندسا…. صديقه ورفيقه احمد منذ بداية دراسته الجامعية وحتى بداية حياتهم العملية فى مؤسسة واحدة ….ايامهم معا احاديثهم وخططهم وتلك الاسرار التى لا تكون الا مع مثل صديقه ……..راح فى ثبات عميق بعد ان سال الله الرحمة والغفران لصديق عمره احمد ..وكانت هنالك دمعه سالت من بين اهدابه المغمضة..
تسللت اشعة شمس اليوم التالى وبعثت الكثير من الدفء على غرف بيتهم الكبير ..لم تغادر ريان الغرفة كعادتها ظهيرة ذلك اليوم كان اول ما فكرت فيه زيارة خالها وصديقها كما وعدها وبرغم انها كانت تسعد بزيارته لهم طوال حياتها الا انها ومنذ عام ونصف صارت هذه الزيارة مبعث للاسى واجترار لذكريات مؤلمة .فقررت ان تلاقيه بشئ من جلد وقوة .. انتبهت الى ان تفتح شاشتها الصديقة وتفرغ قليلا من هذا التوتر .. بداءت فى تصفح المواقع ثم دخلت على منتداها المحبب .. وصلتها رسالة رسالة من احد تعرفت عليه عبر الشاشة تتواصل معه ترتاح كثيرا فى الرد عليه وتثق فى رده على نقاط التفاكر او المواضيع المطروحة تعودت ان تدلف على مناقشة بعض الامور الخاصة ولكن من اطرافها …رأيه يريحها كثيرا تحس فيه الصدق والموضوعية …حكت له عن يوم امس بما حوى خالها وذلك الشاب الذى يلاحقها
جاءها الرد ان خذى حذرك ولا تتسرعى فى مده باى معلومات . واشركى اهلك فى الموضوع
وعدته بتنفيذ هذه الوصية ..حكى لها عن يومه وهمومه التى لم يعد يستطيع تحملها
و عن وعد قد اقسم بالله ان يوفى به وعن امرأة فى حياته صعب عليه الوصول اليها.
اكدت له ان الحياة حلوة ولكنها تظلم اكثر
.. تمنت له ان يسعد فيها
ولا يمر بما مرت به
احترم طلبها بعدم سؤالها عن اسباب حزنها
تغيرت المواضيع بينهم الى ان دخل خالها مسلما عليها وبرغم الفرح بهذه الزيارة الا انها تمنت ان تواصل ذلك الحديث على الشاشة وفى نهاية اليوم ارسلت رسالة ((برغم كل شئ صارت حوارتى معك كل شئ )….ارسال
وجد السيد ممدوح ( خال ريان) بعد من رجوعه منزل اخته ام ريان نفسه فى موقف صعب وسيذداد صعوبة كلما مر عليه يوم انه يحب ريان كثيرا ولها مساحة اكبر من دون اخواتها .كانت تصارحه بكثير من امورها.. كان اول من عرف بعلاقتها العاطفية وهو من تعرف وعرف العائلة بهذا الشاب الممتاز الذى اختارته ريان…فرح لها كثيرا