وضعت شكواي بين يديك ..
ضاقت بي الدنيا ..
واختنقت في عيني العبرات ..
واغلقت الدنيا في وجهي كل الأبواب..
ولم أجد حضنا دافئا أرتمي فيه رغم كثرة الأحباب..
حزنت وأخفيت حزني..
خبأت آلامي في ثنايا قلبي..
وأوثقتها في أعماق روحي..
و محيت لمسة الحزن عن وجهي..
ولكنها لمعت في دمعة ..
اختنقت في أحداقي..
حملني الليل والعتمة ..
إلى سجادتي ..إلى الركن حيث أصلي..
وما إن بدأت في صلاتي..
ووقفت بين يديك ربي..
حتى تمردت علي نفسي..
وفٌكت قيود أحزاني..
وصارت تعصف بجسدي ..تهد أركاني..
كشجرة اشتدت بها الريح في يوم عاصف مخيف..
وفاضت عبراتي كطوفان عارم..غمرت وجهي بفيض لا يغيض..
وراحت تشكوني إليك يالحاني..
تحكي لك كل شيء..
لم أستطع دفن أحزاني ..
كيف أخفيها عنك ..وأنت ..
لا يخفى عليك شيء..
ولفتني رجفة مهابتك..
وحملتني عظمتك على نكران ذاتي ..
التي لا تساوي شيء
وتذكرت فقط ..
حاجتي إليك ..
وشعرت بأنك تنظر إلي ..
بل و تحنو علي ..
على قلبي الذي لم يعلم أحد كم عانى إلا أنت
ولم يذل يوما بالسؤال إلا إليك ..
ولم يعزه يوما أحدا ..إلا انت
بعطفك وحنانك غمرتني ..
حتى انسيتني أني كنت يوما حزينة ..
فقط عندما وقفت بين يديك ..
وانتهت الصلاة ومع السلام ..دخل إلى قلبي السلام ..
وحلت السكينة ببركة نظرتك إلي..
ذابت كل أحزاني وتلاشت ..
كزبد البحر ..تبخرت ..واختفت..
وشعرت بالإمتنان والشكر
وصرت أحب قيام الليل أكثر..
وتشتاق نفسي للقيام بين يديك..
وأحلم باليوم الذي سأنظر فيه إليك ..
وأرى وجهك الكريم ضاحكا مستبشرا ..إلي..
وفيملأ بالرضى روحي لرضاه..
ويسعد قلبي برؤياه..
فطالما اشتاق الحبيب لرؤية الأحباب..
وطالما شعرت برحمتك تلفني ..
ولطفك يرأف بي..
وتعينني على الصبر في كل ماقضيت علي..
فببركة ركعتي القيام ..
قضيت حاجتي بإذن الله ..
فكيف ..كيف سأشكرك يالله؟؟؟