التصنيفات
مراحل التعليم

الإنشاء وعمليات الكتابة الفلسفية

الإنشاء وعمليات الكتابة الفلسفية

I- الإنشاء وعمليات الكتابة الفلسفية
هدا الموضوع طويل لكن والله مفيد وقد ساعدني في تحليل المنهجية
سانزله

مدخل:
بداية يمكن القول أنه يمكن تعلم التفلسف لا الفلسفة مادام من المتعذر –حسب كانط- وجود فلسفة واحدة أو ماهية واحدة للفلسفة، لكن ما هي الأنشطة الأساسية التي يمكن إدراجها داخل تعلم التفلسف؟ يمكن بشكل عام – تماشيا مع كتاب ”تعلم التفلسف“ تقسيم أنشطة التعلم الفلسفي إلى ثلاثة محاور أساسية قابلة للتفكيك إلى عمليات إجرائية جزئية وهي:
1) الأشكلة أو بناء الإشكالي
2) بناء المفاهيم والقضايا
3) الحجاج
فالأشكلة نشاط أساسي في التفكير الفلسفي أما بناء المفاهيم والقضايا فإنه يوجد في أساس بلورة التصورات والمفاهيم والمواقف الكبرى في تاريخ الفلسفة، أما الحجاج فقد أصبح من جديد مثار اهتمام الباحثين بعد انتعاش دراسات الخطاب والبحوث البلاغية المنصبة على الخطاب الفلسفي بالتدقيق ، لذلك نقترح أن نتخذ هذه العناصر الثلاثة كمحاور أساسية لتدريس الفلسفة. يمكن أن نستقي منها الأفعال الذهنية لتعلم كتابة الإنشاء الفلسفي. وقبل أن نقترح صياغة منظمة لهذه الأهداف والأفعال الذهنية داخل الكتابة الإنشائية الفلسفية فإننا سنقدم تصورا نظريا لمفهوم الكتابة الإنشائية في علاقتها بالخطاب الفلسفي كمجال لإنتاج الإشكالات والمواقف وبناء عمليات حجاجية خاصة به
i- الإنشاء وعمليات الكتابة الفلسفية:
هناك مسألة أساسية يمكن تسجيلها أثناء الحديث عن الإنشاء الفلسفي وتمثل في غياب تعاقد بيداغوجي واضح بين المؤطر التربوي والمدرس وبين التلميذ في مؤسساتنا التعليمية حول مفهوم الإنشاء الفلسفي وحول علاقته ببرنامج التعلم، وهذا ينعكس على تصور التلاميذ لطبيعة الإنشاء وبنيته الداخلية، ولذلك غالبا ما يتمثل التلاميذ الإنشاء في درس الفلسفة انطلاقا من مرجعيات غير فلسفية كتصورهم للإنشاء الأدبي مثلا، زد على ذلك غياب تصور موحد للإنشاء الفلسفي.
إن مفهوم الإنشاء الفلسفي يرتبط عموما بالتمرين ويعرف مؤلفوا كتاب " تعليم الفلسفة" الإنشاء الفلسفي كالتالي ”الإنشاء-بمعنى من المعان- تمرين مدرسي. لكنه لا يشبه باقي التمارين المدرسية الأخرى، فإضافة إلى كونه تمرينا تقليديا وأساسي في تدريس الفلسفة، شأنه في ذلك شأن تفسير النص. فإنه يشكل عملا متكاملا لا يتطلب من التلميذ العناية به فقط، كباقي التمارين الأخرى – بل يتطلب منه فوق ذلك الإحساس بمسؤوليته ككاتب له“ فلا يمكن الاستغناء عن الإنشاء الفلسفي في درس الفلسفة أنه أساسي جدا لأنه يحيل على ماهية فعل التفلسف.
إن الاعتراف بأهمية الإنشاء الفلسفي لا يستبعد الاعتراف بصعوبته: فالصعوبة لا تكمن في عدم قابليته للتعليم والتعلم، بل يرجع إلى كونه اختبارا صعبا وذلك على الأقل من ناحيتين:
1. فهو اختبار للتلميذ الذي يواجه معقولية صعبة وتتطلب الكثير من الجهد.
2. وهو اختبار للأستاذ الذي يكشف فيه أخطاء تعليمه.
الإنشاء الفلسفي تمرين مدرسي أساسي وبالفعل لا يمكن لأي مدرس أن ينكر ضرورة تهيئ وإعداد التلاميذ في درس الفلسفة لأجل ممارسة التفكير الذاتي، وكل واحد منا يحس جيدا أننا سنستفيد كثيرا بتساؤلنا عما يسهل ممارسة البناء الإشكالي والبناء المفهومي والحجاج (في تعلم التفلسف) وكل مدرس يقدر الفائدة الزهيدة للنصيحة في هذه المجالات الثلاثة حينما لا تصاحب بتوجهيات دقيقة وتمارين مؤسسة على تحليل العوائق التي يواجهها التلاميذ. فالتفكير الذاتي مسألة شخصية وعليه ينبغي دائما أن نعمل جاهدين على فهم أفضل ”للقدرات الفلسفية“ التي نطلب من التلاميذ إنجازها، فرغم المجودات التي بذلت في إطار بيداغوجيا تدريس الفلسفة، فإن المدرس سيظل موزعا بين ما أسماه ”ميريو“ ”الضرورات الفلسفية“ وبين ”الالتزامات البيداغوجية ”للمؤسسة التربوية التي يعمل بها. فالتفكير الفلسفي مسألة أساسية في تدريس الفلسفة وكتابة هذا التفكير وتنظيمه مهمة أكثر أهمية عن أي إنجاز جزئي آخر، لكن هذه الكتابة ليست فعلا إبداعيا خالصا بل هي في عمقها خلاصة أو عصارة لخبرات تربوية ومكتسبات مراس وتعلم سابقين وخاضعين لتنظيم مؤسسي: كفايات، مقررات، تمارين، دروس… ولذلك يجب علينا أن نبحث عما نريد من التلميذ معرفته وإنجازه بدقة وصياغة المناهج الضرورية الملائمة لذلك، إن كتابة الإنشاء تقوم على ممارسة أفعال الكتابة ويمكن أن ندرجها داخل محاور نراها محايثة لكل تفلسف هي: -البناء الإشكالي –البناء المفهومي-الحجاج. وسنفرد لها تحليلا خاصا يبرز خاصياتها قبل أن نعرض ترجمتها البيداغوجية الممكنة داخل لوحة إجرائية للكتابة الإنشائية تكون قابلة نسبيا للمعاينة والتقييم والتصحيح
ii– الكتابة الإنشائية والقراءة:
يعتبر كتيب البرامج والتوجيهات التربوية الخاص بتدريس الفلسفة والفكر الإسلامي القراءة أحد الأبعاد التي تعطي لهذا الدرس خصوصيته، خصوصا وأنها لا تختزله إلى العمل الشفوي الأستاذ والتلميذ، فالاشتغال على النص المكتوب نشاط أساسي في برامج التدريس، فهل يمكن الاستغناء من الناحية البيداغوجية عن رهانات القراءة في تدريس الفلسفة؟ أكيد ”لا“، فالتعليم الفلسفي يتطلب اتصالا مباشر ودائما بالنصوص وأن الفلسفة توجد أولا لدى كبار الفلاسفة وداخل مؤلفاتهم (ليست شفاهية) ولا تتم معرفتنا بهم إلا بفعل القراءة المباشرة لنصوصهم لا بواسطة شارحيهم، ولا ينبغي أن يكتفي الأستاذ بدعوة التلاميذ إلى قراءة هذه النصوص بل عليه إلزامهم بذلك ولهذه الضرورة مبررات تتمثل في:

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.