التصنيف: خواطر وعذب الكلام

احسست بانه ليس كعادته…. كنت اره دوماً في قوته….
لاحظت بان صحته بدأت تضعف وتتدهور.
أصبح مع أقل مجهود يبذله يجلس ويستريح………….لدرجة الى أن يصعب عليه
التنفس………ولا يستطيع مواصلة الطريق الا بمساعدة احد منا.
قلقنا على حالته تلك………
فاصبح يلازم الفراش ولايكاد يغادره ألا فيما ندر.
حتى لم يعد يقوى على الذهاب للمسجد كعادته..
ونظرا …….لسؤ حالته تقرر دخوله الى مستشفى افضل في الرياض………

كل هذا يحدث وأنا أراقب من بعيد……وأرى مايحدث بصمت.
حيث لم أجروء على السوأل عما به ؟ ومما يعاني؟
فقد كنت خائفه من الاجابه.
اخشى أن لا احتمل ماقد يقوله أخواتي.
لكن قلبي يحدثني بأن >أبي< يشكو من مرض ما……… وهو يتألم بصمت
وعند سؤالنا؟
ينظر لنا وهو يبتسم….:

انا لااشكو من شيئ سوى تعب بسيط ……….
وفي ذالك اليوم حيث تقرر ذهابه الى المستشفى لتلقي العلاج الازم.
في صباح ذالك اليوم
خرجت الى المدرسه….وأنا جالسة بجواره……..ياترى مماتشكو >يأبي< ؟
ذهبت وانا قلبي معلق معه ويشتاق اليه.
وعدت الى المنزل في الظهر………والم أجده في فراشه……..آه آه كم كان
المنزل موحش بدونه .
وذهب الى المستشفى ولم يسمح الطبيب بمغادرته المستشفى.
وذلك لخطورة وضعه الصحي.
كنت في كل فرض ادعو لك ياغالي وارجو من الله ان تعود سالما………
وباسرع وقت فانا لك جدا مشتاقه
ذهبنا مباشرة اليه في المستشفى………..أذكر بأن خطواتي كانت سريعه
ترى متى سأراك >يأبتي< كم أشتقت اليك؟
كنت أتوقع أن أراه بحال افضل وصحته متحسنه ,عن آخر مره ,رأيته بها.
وحين دخلت عليه في غرفته ,لم أتوقع أن أراه ابدا بهذا الحال,
لم أستطيع أن امحو هذا المنظر من مخيلتي ابدا……..
رأيت >أبي< ممدد على السرير………
وهو يرتدي الثوب ألاخضر………….
وكمامة الآكسجين قد وضعت على فمه………
وصحته ضعفت عن السابق دون أن ادري ارتميت في حضنه لأطفيئ نار شوقي اليه وأمسكتدمعتي من السقوط أمامه حتى لايشعر بضيق ……..أو يتألم أكثر………..
وحين تعبت من مقاومة دمعتي,ارتميت في حضن أختي,وأنهمرت في البكاء.
كيف لي أن احتمل هذا المشهد المؤلم بحق؟
سندي في الحياة بعد الله………….
من يمثل القوة بالنسبة لي………
اراه ممدد على السرير, وبدل ان يساعدني كما عودني, اصبح يحتاجني.
آه آه آه مأصعب هذا الموقف.
وبقيت انا وعائلتي نزوره كل يوم ونبقى عنده بساعات
وكنت اكلمه, وامازحه, لآخفف من آلمه…….
وأخذ بيده وأضمها بكلتا يدي وأحس من خلالها بحنانه.
وفي مره أخذت يده كعادتي ,…………
أتدرون ماذا حدث؟
أمسك بيدي بقوه وضغط عليها بأنامله على يديا بكل مايستطيع ………
امسك بها بكل حنان وعطف وجد على هذه الارض…………
أحسست بأن عيني أدمعت , وبكيت آمامه ولكن بصمت……..
خشيت أن يشعر بي فيبكي معي……….لاتستغرب يامن تقرأ صفحتي بكاء
>أبي< معي فهو كثيرا مايبكي معي حين يجدني في ضيق وهم……..
فقد كان رحمة الله عطوف وحنون………
وحين امسك بيدي أدركت ماذا كان >أبي < يريد أن يخبرني؟
كان يقول……..يأبنتي:
مهما حدث لي من أمر الله عز وجل أصبري ,أريدك قويه ,كما عهدتك……….

يألهي مأقسى هذا الموقف ,مازال عالق في ذاكرتي.
ماقوى هذا الموقف, ومع ذلك لم أيأس من رحمة الله, في عودة >أبي<بسلامه.
وبعدها بأيام سأت حالة >أبي<الصحيه اكثر من السابق……….
وفي ذلك اليوم الصعب……………
تدهورت حالته اكثر واكثر……….زولم يسمحو لنا بزيارته…..أو حتى رؤيته
الا بعد الحاح منا …..ورجاء ان يجعلون ان نراه………قلنا لهم لن نزعجه فقط نريد رؤيته ,ارجوكم.

يآلهي ماذا رأيت؟
رأيته وهو ممدد على ذاك السرير , ولا يدري بمن حوله….
كان جدا في حالة متعبه للغايه……. تمنيت أن أكون بدل منه , تمنيت أن أخفف
عنه………..وأن أستطيع مساعدته ولكن………….
ماذا عساي فاعله لك يأغلى من حياتي……..
كان متعب للغايه, وقد ضاعفو الاكسجين عليه…………لان مرضه كان في رئته
وجسمه يرتجف , ويتالم ………..
لااستطيع نسيان هذه الحظه كلما تذكرتها ادمعت عيني……..
اذكر اني اقتربت اليه وانا لاادري كيف قد استطعت المشي من شدة قسوة
الموقف,اقتربت اليه وانا ابكي وبشده….

عندما وصلت اليه امسكت يديه وحضنته , وبللتها بدموعي…….. ثم قبلته مع جبينه وكان جبينه يعرق من شدة آلمه ولكنه لم يشعر بوجودي ………ابتعدت ببطئ ثم خرجت لان الموقف صعب…..
وذهبت الى غرفة الاستراحه لابكي واخرج مافي جعبتي من خوف, وحزن عليه….
ودخل باقي اخوتي من بعدي , لانهم لم يسمحو بكثرة الموجدين , نظرا لسوء
حالته الصحيه……آه آه آه يأبتي
وبعد ذلك بلحظات , ذهبت اليه مرة آخرى, وجلست أرقبه من بعيد………
وبقية اخوتي محيطين به على سريره, ونحن كلنا نبكي بصمت……..
وبقينا عنده الى أن انتهت الزياره, وخرجت من عنده وقلبي معتعلق به وقلق
عليه ,وعلى حاله…….
وفي منتصف ليل ذلك اليوم……………..
خرج أخي من المنزل وهو مستعجل, بعد أن تلقى مكالمه تلفونيه……..
احسست بشيئ اقلقني من هيئة خروجه على هذا النحو.
قلبي حدثني بأنه ,ذهب الى >أبي<
ولكن لاأدري ماذا حدث له؟
هاتفته ولكنه لم يجب , بغرض الاطمئنان على والدي.
لم استطيع أن أنام تلك اليله من قلقي على >أبي<
وفي الصباح حضر خالي الى المنزل………..

بدأ خالي يحدثنا بأن حال >أبي< قد تدهور , وبدات تسوء حالته
وبعد طول حديث عن مزايا ابي واخلاقه…..و و و ……وانا استمع بصمت واتمنى ان اخرج ولكن لم استطع
و……. ………. نطق بها……..وليته لم يفعل………
آه ليتك لم تقل لنا ياخلي تلك الكلمه ليتك…………
قال لنا………………بأنه قد…….توفي نعم توفي
ذهب الصدر الحنون………ذهب من كان سندي بعد الله
غادر من أعتمد عليه في حياتي
من أرتمي في حضنه بعدك أخبرني؟
ليتك تعود من جديد ليتك…….
أعرف أن مأطلبه صعب , ومستحيل…….
ولكن لاأدري كيف أعيش من دونه
أتدري يامن تقرأ مأكتب ؟
اتدري بأني مازلت غير مصدقه………
نعم غير مصدقه …..بأنه لايعيش معي……..
أن الحياة بدونه مظلمه , وموحشه
رحمك الله >يأبي< واسكنك فسيح جناته
وقفت لبرهه غير مصدقه.ولم استوعب دموع امي وبكى اخواتي وخالي يواري وجهه عني وقد دمعت عيناه

كنت اراقب كل ذالك بكل برود ولم استوعب ماانا فيه الى بعد لحظات مرت بطيئه……
انهرت وصرخت وبكيت بكل ماستطعت ……..
وأرتميت في حضن اختي وبكيت على صدرها ..وهي تقول لي ياخيتي اصبري
وادعي له بالمغفره لعله في روضه من رياض الجنه…

احسست بقلبي يخرج من صدري…..وان دموعي تنسكب كنار على وجنتي….و

ان انفاسي تضيق وتضيق فلا استطيع اخراجها و…………..اعذروني فلم اعد قادره على الكتابه

اعذروني لاني أطلت ………..
لكن…………
كنت محتاجه الى هذا البوح…….وهذا الحديث……….. رغم مرور السنين
لعلي أرتاح …….. ولكن جرح فقد ابي لم يزل ينزف

رحمك الله >يأبي < واسكنك فسيح جناته ,اللهم آمين, وجميع موتى المسلمين
تقبلو تحياتي……..
هنا انتهت اهم واصعب صفحه في حياتي………….

تقبلو تحياتي…………….ز

وحدهَاا الذاكرة المتضخِّمة بِهم: هِي مَن تتَفهَّم وجَع الفقد
عندمَاا يمَارسوُن الغيَاب بـِ لغة أكثر صِدقاا ً، وأعمَقْ وفاءاا ً

يجيدوُن تمَاماا ً كيفَ يجعلوُن مِن غيَابهم: (حالة فقد مزمنَة) ..؟!
لِـ تستيقظ علىَ حقيقة أنكَ أصبحتَ وحِيداا ً، و مُجرداا ً مِن كلّ شيءْ
إلاااّ مِنهم ..!

يجيدون بَعثرة حُزنك , لِـ تمضي أيّامكَ تُنَازع جَرح غيَابهم
تتقاطر مَلامِحهم مِن ذاكرة عينِك كَ دمعٍ يَنسَّل بـِ بطء ٍ حَارقْ
لـِ يسكنواا ذاكِرة قلبكْ كَ ظلٍّ هَارب مِنك .. إليكَ فقطْ ..!

مُؤلمٌ جِداا ً أنْ تبكيهم فِي الخفَاء .. أنْ تنَام مَذعوُراا ً دوُنَ أنْ يزوُركَ صوْتهم
مؤلمٌ جداا ً أن يحّل الصبَاح لِـ تُدرك أن المسَاءَ قد أخذَ معهُ .. مَنْ ليسَ يأتي

حينهَاا وحْدكَ مَن سَيفتِّش طويلااا ً فِي الذاكرة، ويعيد ترتيب الذكريَات مِن جَديد
وحْدكَ مَن سَيكتب الحكايَات البيضَاء، و يلقيهَاا علىَ مسَامع ِ الريحْ لِـ تحملهَاا إليهم ..
وبـِ خيبة ِ أمل مُوجعه تكتشف أنّ الريح تَسير فِي الإتجَاه المعَاكِس لِـ الطريق المؤدِّي إليهم !!