•|.♥.|• عدم القدرة على التعرّق •|. ♥.|
عدم القدرة على التعرّق
في حين يحاول الكثيرون التخلص من التعرّق بأي ثمن، مثل حقن البوتكس Botox و إجراء الجراحة لإزالة الغدد العرقية مفرطة النشاط، إلا أنّه بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من عدم القدرة على التعرّق (و التي تُدعى أحياناً بنقص التعرّق)، فإن هذه الحالة يمكن أن تكون خطيرة و مميتة. عندما لا يستطيع الجسم التعرّق فهو لا يستطيع بالتالي أن يبرّد نفسه، مما يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم و أحياناً إلى حدوث صدمة حرارية و هي حالة من الممكن أن تكون قاتلة.
قد يكون من الصعب تشخيص عدم القدرة على التعرّق، و غالباً ما تبقى معظم الحالات الخفيفة من الإصابة دون تشخيص، و يمكن لعشرات الأسباب أن تؤدي لهذه الحالة مثل رضوض الجلد و بعض الأمراض و الأدوية.
يتضمن علاج اللاعرقيّة تحديد السبب الكامن، إلا أنّه في بعض الحالات يبقى سبب عدم القدرة على التعرّق غير معروف.
الأعراض:
إن العلامة الأساسية لعدم القدرة على التعرّق هي وجود كميات صغيرة من العرق أو انعدام العرق على الإطلاق. يمكن أن تحدث هذه الحالة كما يلي:
■في معظم أنحاء الجسم
■في منطقة واحدة
■في عدة أماكن متفرقة
يمكن أحياناً أن تقوم المناطق غير المصابة بإفراز كميات كبيرة من العرق في محاولة للمعاوضة، و بهذا يمكن للمريض أن يشكو من تعرّق غزير في جزء من جسمه في حين تكون أجزاء أخرى من جسمه ضعيفة أو منعدمة التعرّق.
يمكن لعدم القدرة على التعرّق أن تتطوّر كعرض وحيد أو كجزء من مجموعة من الأعراض لمرض آخر كالداء السكري أو الصداف.
إن انعدام القدرة على التعرّق التي تصيب أجزاء كبيرة من الجسم تمنع الجسم من تبريد نفسه بشكل مناسب، و في هذه الحالة يمكن للتمارين الكثيرة و العمل الشاق و الطقس الحار أن تسبب تشنجاً حرارياً و حتى صدمة حرارية
تتضمن أعراض الإصابة ما يلي:
■قلة أو انعدام التعرّق على الإطلاق
■الدوّار
■التشنجات أو الضعف العضلي
■التورّد
■الخفقان القلبي
يمكن في الحالات الشديدة أن يصاب المريض بالهلوسة أو السبات أو الوفاة.
الأسباب :
هناك نمطان من الغدد العرقية في الجلد، الغدد الناتحة و الغدد المفترزة:
الغدد الناتحة: تتواجد في معظم أنحاء الجسم و تنفتح مباشرة على سطح الجلد. عندما ترتفع درجة حرارة الجسم، يقوم الجهاز العصبي الذاتي بتنبيه الغدد الناتحة التي تقوم بإفراز العرق الذي يعمل على تبريد الجسم من خلال تبخره عن سطح الجلد.
الغدد المفترزة: تتواجد هذه الغدد في المناطق الغزيرة بالجريبات الشعرية مثل فروة الرأس و الإبط و المنطقة الأربيّة.
في حال الإصابة بعدم القدرة على التعرّق، تتوقف بعض أو معظم الغدد العرقية عن العمل، و بالتالي لا يستطيع الجسم أن يقوم بتبريد نفسه بشكل طبيعي.
يمكن أن ينجم هذا الأمر عن العديد من الأسباب و منها:
الأذية العصبية: يقوم الجهاز العصبي الذاتي بتنظيم النشاطات غير الإرادية كالهضم و نبض القلب و التوتر الشرياني و حرارة الجسم. يمكن أن تؤثر إصابات الأعصاب التي تتحكم بهذا الجهاز على وظيفة الغدد العرقية.
يمكن للعديد من الأمراض أن تؤدي لأذية أعصاب الجهاز العصبي الذاتي كالداء السكري و الكحولية و داء باركنسون و الداء النشواني ــ الذي يعتبر مرضاً خطيراً يحدث نتيجة تراكم البروتينات النشوانية داخل أعضاء الجسم ــ و متلازمة شوغرن التي تسبب جفاف الفم و العيون و سرطان الرئة صغير الخلايا.
أنّ عدم القدرة على التعرّق هو العلامة المميزة لمتلازمة روس (و هي اضطراب في الأعصاب المحيطية).
هناك مرضان استقلابيان نادران هما داء تانغير و داء فابري، يترافقان أيضاً مع عدم القدرة على التعرّق. تُسبب متلازمة هورنر التي تصيب الأعصاب في الوجه و العين انعدام التعرق في الجانب المصاب من الوجه.
الأذية الجلدية: يمكن أن يؤدي الرض الفيزيائي للجلد خاصة الناجم عن الحروق الشديدة إلى تخرب دائم في الغدد العرقية، كما يمكن لبعض الأمراض الجلدية مثل التهاب الغدد العرقية القيحي، أن يعيق أو يسدّ مجرى الغدد العرقية، كما يمكن لمضادات التعرّق أن تؤدي إلى ذلك.
بعض الأدوية: يمكن أن تسبب العديد من الأدوية نقصاً في القدرة على التعرّق، و خصوصاً الأدوية المضادة الفعل الكولينية مثل oxybutynin و مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة مثل amitriptylineو amoxapine و بعض الأدوية المضادة للذهان مثل thioridazine و haloperidol. عادةً ما يعود التعرّق إلى الحالة الطبيعية عند إيقاف هذه الأدوية.
العوامل الوراثية: يولد الأطفال المُصابون بداء وراثي يُدعى خلل تنسج الأدمة الخارجية ناقص التعرّق مع القليل أو بدون أي غدد عرقية على الإطلاق، و غالباً ما تؤدي بعض الأمراض الوراثية إلى خلل وظيفة الغدد العرقية السليمة.
التجفاف: يحدث هذا الأمر عندما لا يملك الجسم كفايته من السوائل ليواصل القيام بوظائفه الطبيعية. يمكن في الحالات الشديدة أن يتداخل التجفاف مع قدرة الجسم على التعرّق. يكون التجفاف شائعاً عند الإصابة بهجمة حادة من الإسهال و الإقياء أو عند الإصابة بحمّى شديدة أو عند التعرّق بغزارة دون تعويض السوائل.
يمكن للتجفاف أن يحدث أيضاً عند زيادة التبوّل، و غالباً ما يحدث هذا الأمر كنتيجة لداء سكري غير مشخّص أو غير مُسيطر عليه.
يمكن لكل من الكحول و بعض الأدوية مثل المدرّات و مضادات الهيستامين و أدوية ارتفاع التوتر الشرياني و بعض الأدوية النفسية أن تسبب التجفاف أيضاً.