هُم مِنا، فلنشعرهم بقيمتهم ! لتغدو حياتهم أحلى
لكلّ مجتمعٍ ثقافَة، ولكلّ ثقافَة إيجابيّات أو سلبيّات
نجدُ العديد من المجتمعات تسعى فعلاً لأن تحتل المراكز الأولى بالثقافة الإجتماعيّة والصحية وغيرها
فاستغلت المواهب، وبحث وساهمت وطوّرت فنَمت ونمت عقليات الشّعوب.
من الأمور الهامّة التي كنت أرغب منذ زمنٍ بالحديث عنها هيَ ثقافة المجتمع بالتعامل مع ذوي الاحياجات الخاصّة
ففي السنوات ِالأخيرة فقط شاهدنا بالدّول لا أقول المتحضّرة، بل أقول الواعية، وجدنا مطاعم / مؤسسات / وظائف / أجهزة خاصّة بهم.
بينما لا تزال أغلب الدول العربيّة تفتقر وبقوّة إلى الثقافة اللازمة في التعامل معهم.
لمَ نظن أنهم لا يريدن حياةً سعيدة، أو نظنّ أنهم يئسوا من واقعهم فلا يسعوا لوظيفة أو دراسة أو زواج !
أذكرُ حين كنت أتصفّح إحدى المواقع التي تخصّ ذوي الاحتياجات الخاصّة
فطرح أحدهم وهو مُصاب بشللٍ رباعي مشكلته بأنه يريد الزّواج والكل حوله ينظر إليه بشفقة وتعجب !
حتى والده وأهله !
عجباً والله، إن كانت هذه هي النظرة له، فكيف سينظر المتجمع له ؟
إن كان المجتمع سينظر له هكذا، فكيف ينظر هو لنفسه ؟
أما تكفيه المرارة التي يستشعرها طول حياته منذ أدركَ حاله ؟ أما تكفيه نظرات الشفقة التي تحيطه ؟
أما تكفيه وأما تكفيه ؟
فيزيد البعض أوجاعهم بقتل بقايا الطموح، وطلب الحياة الكريمة بنفوسهم بالسخرية والاستهزاء.
لِم لا نذكر أبناءنا ونعلمهم بعض الأداب والمهارات التي يجب اتباعها مع ذوي الاحتياجات الخاصة كما نعلهم مهارات الحديث
والسلام والتحية وغيرها من المهارات الاجتماعيّة.
فنُلاحظ الآن الطفل لو شاهد فردا من ذوي الاحتياجات الخاصّة، بداية بمن يجلسون على الكراسي الخاصة بهم.
أو بمن فقدوا بعض أطرافهم أو غير ذلك، نجدهم ينظرون ويشيرون وقد يهمسون و .. و …. !
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" لا تُدِيمُوا النَّظَرَ إِلَى الْمَجْذُومِينَ "
فسرها البعضُ بخطرِ المرض، وفسرها البعضُ أن هذا يؤلمه ويزيدهُ ألماً.
سأطرحُ هنا بإذن الله بعض الأمور التِي أرى أنّها واجبة علينا، لكي نساعدهم في العيشِ بكرامَة وسعادَة
ولنحاول أن نتداخل معهم، نشعرهم بقربنا منهم، وأنّهم مِنا وليسوا من كوكبٍ آخر !!!
بالفترَة الأخيرة في أمريكَا، قررت الوزارات المعنيّة بإلغاء كافّة مظاهر التمييز الاجتماعِي
لذلك قامت بتعميم نظام الكتابة بلغة برايِل على كافّة البنوك.
تصرف قد يعتبره البعض صغيراً جداً، لكن نحنُ لا نعلم كم سيسعد المكفوفين!
غطاء آيباد للمكفوفين.
بصراحة لا أعلم آليته، بحثتُ ولم أجِد، لكن مايتضح أنّه يساعدهم على الكتابة
أما عن فهمِ ما يظهر من أوامر على الشاشة فلا أعلمُ كف سيتم ذلك.
بعيداً عن الأنانية ومقولة/ ليأكلوا في منازلهم مع مرافقيهم
افتتاح أوّل مطعم للمكفوفين في نيبال، وهو لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة ويسمح للمبصرين أيضا بتجربة ما يشعر به
المكفوفون في المطاعم. والمطعم يحمل اسم "الأكل في الظلام" عبارة عن صالة معتمة ومغطاة بطبقات من الستائر السوداء.
في الدنمارك لاحاجة لذوي الاحتياجات الخاصة لانتظار من يساعدهم.
فقد تكفّلت الحكومة بذلك، فصرفت ما يقارب مليار و 600 مليون دولار لبناء بيوت خاصة بالمعاقين
وصرفت 144مليون دولار كدعم لشراء السيارات الخاصة بهم، 60 مليون دولار تكلفة الأجهزة السمعيّة
الخاصة بهم، 18 مليون و 500 ألف دولار للأذرع والسيقان الصناعية.
بينما بكلّ أسَى، يتضاعف ألم الأم أو الأب إن كان ابنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة
لأنهم يعلمون أنهم يعيشون بدولٍ لا تقدم الخدمات والرعاية الخاصة بهم !
فمن النادر أن يُوجد شابٌ من ذوي الاحتياجات الخاصة يعمل عملاً حكوميا ًأو منتظماً
( على كلٍ لم تستطع الحكومات توظيف مئات الألوف من الشباب الأصحاء ! )
هذه بعض النماذج التي رأيتُ فيها احتراما ًلحقوق الإنسان قبل حقوق ذوي الاحتياجات الخاصّة
ولا ننسى، أن بداخلهم طموح، قدرة، مهارة، موهبة عظيمة
لكنهم يحتاجون إلى يدٍ حانية، وإلى مجتمعٍ واع ٍمثقّف
ليعيشوا كراماً !
…………………… لا أقلّ ولا أكثر