’’’ الانس بالله ’’’’’
تأَمَّلتُ في حال السلف " رحمهم الله جميعاً " , ( فوجدتُ أكثرهم لا يقوى على مخالطة الخلق فهو يفر إلى الخلوة ليستأنس بحبيبه ، ولهذا كان أكثرهم يطيل الوحدة .
وقيل لبعضهم : ألا تستوحش ؟ قال : كيف أستوحش وهو يقول : أنا جليس من ذكرني ؟.
وقال آخر : وهل يستوحش مع الله أحد ؟.
وكان يحيى بن معاذ كثير العزلة والانفراد فعاتبه أخوه فقال له : إن كنت من الناس فلا بد لك من الناس ، فقال يحيى : إن كنت من الناس فلا بد لك من الله .
وقيل له : إذا هجرت الخلق مع من تعيش ؟ قال : مع من هجرتُهم له .
وأنشد إبراهيم بن أدهم :
هجرت الخلق طراً في هواكا * وأيتمت العيال لكي أراكا
فلو قطعتني في الحب إرباً * لما حن الفؤاد إلى سواكا
وعوتب ابن غزوان على خلوته فقال : إني أصبت راحة قلبي في مجالسة من لديه حاجتي ) .
..باختصار من كتاب كشف الكربة في وصف أهل الغربة ..
للإمام الحافظ
" أبي الفرج ابن رجب الحنبلي"
* وقال بعض السلف : إذا وجدتَ نفسك تستأنس بالناس وتستوحش من الوحدة فاعلم أنك لا تصلح له . "أي لله عز وجل " .
فاللهم إنّا نسألك الأُنس بقربك ..