التصنيفات
البيت الإسلامي

داووا مرضاكم بالصدقة,قصص مؤثرة -اسلاميات

داووا مرضاكم بالصدقة,قصص مؤثرة

عن أبِي أمامة الباهلي – رضي الله عنه – قال : قال النبي صلى اللهعليه وسلم : ( دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بالصَّدَقة ) حسنه الألباني في ( صحيح الجامع، برقم : 3358 )

قال الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى – في ( الوابل الصيب ، ص49 – 50 ) : ( فإنَّ للصَّدَقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء ، ولوكانت مِن فاجر أو مِن ظالِم ، بل من كافر ! ، فإنَّ الله تعالى يدفع بها عنهأنواعاً من البلاء ؛ وهذا أمرٌ معلوم عنْدَ الناس خاصتهم وعامتهم ، وأهل الأرضكلهم مُقرُّون بـه لأنهم جرَّبوه ) انتهى .

وقال أيضاً – رحمه الله تعالى -في ( زاد المعاد ، 4 / 10 – 11 ) : ( ها هنا من الأدويةالتي تشفي من الأمراض ما لم يهتدِ إليها عقولُ أكابر الأطباء ، ولم تصِلْ إليهاعلومُهُم وتجاربهم وأقيستهم من الأدوية القلبية والروحانية وقوة القلب واعتماده على الله والتوكلعليه ،والالتجاء إليه ،والانطراح والانكسار بين يديه، والتذلُّل له ،والصدقة ، والدعاء ،والتوبة والاستغفار ،والإحسان إلى الخلقوإغاثة الملهوف والتفريج عن المكروب ؛ فإن هذه الأدوية قدجربتها الأمم على اختلاف أديانها ومللها فوجدوا لها من التأثير في الشفاء ما لايصل إليه علم أعلم الأطباء ولا تجربته ولا قياسه ؛ وقد جَرَّبنا نحنُ وغيرنا منهذا أموراً كثيرة ورأيناها تفعل ما لا تفعل الأدوية الحسية !

وإذا أردت معالجة مريضك بالصدقةلتجني ثمرة ذلك – بإذن الله تعالى – مثلما جناها أصحاب القصص الواقعية المرفقة ،فاتبع الخطوات اليسيرة التالية :

* إذا أردت أن يكون شفاءمريضك بالصدقة سريعاً تامًّا فتصدق من طـيِّب مالِكَ الذي أعطاك الله تعالى فإنالله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً – كما جاء في الحديث الصحيح – ، وقد قال تعالى: } يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّاأَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُتُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّاللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيـدٌ { ( سورةالبقرة ، الآية : 267) .

* إذا تصدقت بهذه الصدقة فاجعلها بِنِيَّـة شفـاءمريضك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى ) رواهالبخاري .

*إن كنت غَنِـيًّا فكُن سَخِـيًّا في صدقتـك ،وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم سَخياًكريمـاً ( يُعطيعطاءَ مَن لا يخشى الفقر ) رواه مسلم .

* اجعلصدقتك خالصةً لوجه الله تعالى ، فكلما كان العمل أكمل وأعظم إخلاصاً لله تعالىكلما كان ثوابه وثمرته أكمل وأعظم ، وتذكَّر حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظلهيوم لا ظل إلا ظله ، والذي ذكر رسول الله صلى اللهعليه وسلم منهم : ( ورجل تصدق بصدقـة فأخفاها حتىلا تعلم يمينـه ما تنفق شماله ) متفق عليه ، وفي هذا حثٌّ عظيم على الإخلاصفي العمل .

* لكيتكون صدقتك بليغة الأثر بإذن الله تعالى فحاول جاهداً أن تتحرى لصدقتك محتاجاًصالحاً تقياً كما جاء في الحديث عن النبيِّ صلى اللهعليه وسلمأنه قال : ( لا تُصَاحِب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامَك إلا تقي )رواه الترمذي وأبو داود وهو حديث حسَن ، وكلما كان الفقير أشد فقراً وحاجة للصدقةكلما كان أثر الصدقة أكبر وأعظـم ! ، مع العلم أن ( في كلكَبِدٍ رَطْبَةٍ أجر ) متفق عليه مرفوعاً ، فلا يلزم أن تحصر صدقتك على الإنسانفقط وأن تظن أن الصدقة لن تنفع حتى تنفقها على إنسان بل إن أطعمت حيواناً محتاجاًبنية شفاء مريضك فسوف يُشفى إن شاء الله تعالى ، والله واسع عليم .

* حينماتتصدق بنية شفاء مريضك فلا تقل : ( سأجَرِّب ) ، بل كان جازماً موقناً واثقاً بأنالله – تبارك وتعالى – سيشفي مريضك ، ولا تستعجل النتيجة ، ولا تقنط ولا تيأس منرحمة الله تعالى ؛ بل كن واثقاً به فهو الشافي النافع الكريم الذي بيدهالضرُّوالنفع .. والذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .. والذي إذا أرادشيئاً قال له ( كن ) فيكون ، فأحسن الظن به وأنه سيشفي مريضك .. فالله عند حسن ظنعبده به .. ولن يخذل الله أبداً عبدَهُ ما أحسن الظن به .

* إن لَم ترَ نتيجةً سريعة لشفاء مريضك بعد صدَقتك – وهذا قد يحصلولكنه نادر جداً – فتصدق مرةً أخرى وكرِّر ذلك ولا تقنط ، وكن على تمام الثقة أنصدقتك لن تضيع أبداً فهي محفوظة عند مَن لا يضل ولا ينسى – سبحانه وبحمده – ، وأنهإن لم يشفِ مريضك بسبب صدقتك فاعلم يقيناً أن ذلك لم يتم للطف إلهي وحكمة ربانيةلأن الله تعالى قد لا يشفي المريض أحياناً حتى لو تصدَّق ، بل قد يلطف بعبدهالمتصدق فلا يشفيه حتى يتخلص من ذنوبٍ يُقيم عليها .. ففتش نفْسك ونفْس مريضكوتخلصوا من الذنوب والمعاصي وسَتَرَوْن من دَفْعِ أكرم الأكرمين عنكم وقبولهصَدَقتكم وشفائه ومعافاتـه ما لا يخطر لكم على بال ! .. وقد قال تعالـى : } وَمَاأَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَـةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ {، ولذا قيل فيالحِكَم الشرعية : ( ما نَزَل بَلاَءٌ إلا بذنب ولا رُفِع إلا بتوبة ) .

* إذا شفى الله مريضكوأبدله عن الضراءِ سَرَّاءً فتوجَّه ومريضك إليه بالحمد والشكر والهج بذلك كثيراًقائلاً ( الحمد لله رب العالمين ) لأنه أهل الثناء والمجد وقد أذِن إيذاناً عظيماًبالزيادة لمن وفقه لشكره حيث قال في كتابه الكريم : } وَإِذْتَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ { ( سورةإبراهيم ، من آية : 7 ) ، فمنمثلاً أكثر من شكر ربه على أن شفاه فليبشر بزيادة العافية والبعد عن الأمراض ، وقدجاء عن النبي صلى الله عليه وسلمأنه قال : ( عجباً لأمرالمؤمن ! ، إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن ، إن أصابته سَرَّاءَشكَرَ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) رواه مسلم .

قصص عجيبة من الماضي والحاضر في بيانأثر الصدقة

في شفاء الأمراض والأسقام

القصة الأولى : أمره النبي صلى الله عليه وسلم في المنام أن يتصدق ، ففعل فشفاه الله وعاش بوجه مشرق جميل :

جاء في( صحيح الترغيب والترهيب ، م 964 ) عن الإمام المحدث البيهقي – رحمه الله تعالى –أنه قال : ( في هذا المعنى حكاية شيخنا الحاكم أبي عبد الله – رحمه الله – ، فإنهقرح وجهه وعالجه بأنواع المعالجة فلم يذهب ، وبقي فيه قريباً مِن سنة ، فسأل الأستاذ الإمام " أبا عثمان الصابوني" أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة ، فدعا له وأكثَرَ الناس التأمين ، فلماكان يوم الجمعة الأخرى ألقت امرأة في المجلس رقعة بأنها عادت إلى بيتها واجتهدت فيالدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة ، فرأت في منامها رسول الله النبي صلى الله عليهوسلم كأنه يقول لها : " قولي لأبي عبد الله يوسع الماء على المسلمين" ، فجئت بالرقعة إلى الحاكم فأمر بسقاية بُنيت على باب داره وحين فرغوا منبنائها أمر بصب الماء فيها وطرح الجمد في الماء وأخذ الناس في الشرب ، فما مر عليهأسبوع حتى ظهر الشفاء وزالت تلك القروح وعاد وجهه إلى أحسن ما كان وعاش بعد ذلكسنين ) .

القصة الثانية : حَفر بئراً للناس فشفاه الله من مرض شديد :

جاء في( سير أعلام النبلاء ، 8 / 407 ) أن رجلاً سأل عبد الله بن المبارك – رحمه اللهتعالى – عن قرحة خرجت في ركبته منذ سبعسنين وقد عالجها بأنواع العلاج وسأل الأطباء فلم ينتفع ، فقال له ابن المبارك : (اذهب واحفر بئراً في مكان يحتاج الناس فيه إلى الماء فإني أرجو أن تنبع هناك عين ويمسك عنك الدم ) ففعل الرجل ذلكفشفاه الله تعالى .

القصة الثالثة : تصدق على أم أيتام فشفاه الله من مرض السرطان :

يُذكرأن رجلاً أصيب بالسرطان ، فطاف الدنيا بحثاً عن العلاج ، فلم يجده ، فتصدق علىأمِّ أيتام ، فشفاه الله تعالى .

يتبع

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.