قصة قصيرة رائعة الشبيه
الشبيه.
.(قصة قصيرة)
المفاجئة
حضرت قبل موعد المحاضرة بنصف ساعه حتى يتسنى لى البحث عن القاعة
التى ستعقد بها الدورة التي كُلفتُ بها من قِبل جهة عملي
وأنا أقرأ ارقام القاعات ….ظهر أمامى أحدهم …هممت بسؤاله عن رقم القاعه!
رفعت رأسى اليه
فتسمرت فى مكاني.وكاننى فقدت فجأة كل قدرة لى على الحركة والرؤيه والسمع
وكأن غضبا سماويا قد نزل علي فحولنى إلى صنما من أصنام الجاهلية
وخيل إلي لوهلة اننى اعيش حلما جميلا…فتحت عيني أكثر ..لأتأكد مما أراه أمامي !
أيعقل؟ هو ؟ وفى هذا المكان؟ وخارج أسوار الحلم ؟
فأنا مااعتدت ان أراه إلا حلما !أنا مااعتدت ان ألمسه إلا خيالا
هو؟ لا ….ليس هو؟ لكنه نسخة طبق الأصل ..منه هو
هو أيضا حين رآنى تحول إلى قطعه من حجر اصم لايجيد إلا النظر الي
ربما هو أيضا قد رأى بى وجه إنسانة أخرى قد سلبتها منه الحياة
لاأعلم كم من الوقت مر ..وأنا أقف أمامه يعتلى ملامحى الذهول
ولاأعلم كم من دقات قلبى قد استهلكتها خلال هذه الفترة
لكن …كان قلبي لايتوقف عن النبض … يرفرف بين أضلعي كالطير الذى اكتشف الطيران للمرة الآولى
ماأغباك ياقلبي ….
حتى أنت فرحت ل ( مجرد) نسخة منه ؟
بادرني هو بالسؤال عن رقم (القاعة) التى أبحث عنها
أجبته بهدوء ميت…فلم تعد قدماي تقوى على حملى وأنا مثقلة بكل هذه الاحاسيس
من الفرح والدهشة والخجل والارتباك
وحين أخبرته قال انها هناك ثالث قاعة على اليمين… شكرته ومضيت !!
.
.
اتجهت إلى القاعة …. وفى داخلي شعور اننى قد انفصلت عن العالم تماما
وفى داخلى يضج السؤال: أيعقل ان يتشابه رجلان إلى هذه الدرجة؟
أيكون هو ؟ لا حتما ليس هو !
دخلت إلى القاعه التى تم ترتيب مقاعدها على شكل حرف ( u)
اخترت مكانا شعرت انه قد يخفى بعض ارتباكي
وماهى إلا دقائق حتى بدأ الآخرون بالحضور واحدا تلو الآخر
وكان هو ….. معهم
لاحظت عند دخوله انه يتجول بعينه بين الحضور …وكأنه يبحث عن شىء ما !
أيكون ذلك الشىء أنا ؟
وحين وقعت عيناه علي … شعرت بان قلبى يعاود محاولة الطيران مرة أخرى
وان كل حرارة فى جسدى قد تحولت إلى قطعة ثلج..وخانتنى أطراف أناملي بمسك القلم !
ولم أعد اشعر بشىء حولي ..وكاننى قد فارقت الحياة فجأة !
.
.
من هو ؟
مازلت غير مستوعبة مايحدث ؟
من هذا الرجل؟ وأي صدفة غريبه ألقت به هذا الصباح فى طريقى ؟
أيكون هو ؟ لا حتما ليس هو !!
عندما بدأ المحاضر بالتعريف عن نفسه ..وطلب من كل منا ان يعرف بنفسه وجهة عمله
عندها فقط…شعرت ان القدر يلعب بحياتى لعبة لاطاقه لقلبي بها
وعندها فقط,,, أدركت انه ليس هو … فالاسم مختلف…وجهة العمل مختلفه
كنت أشعر به يتلهف لسماع اسمى وجهة عملي
نطقت اسمى الاول فقط …وتعمدت عدم ذكره كاملا …ولا أعلم لماذا !
.
.
وعندما بدأ المحاضر بطرح موضوع ( الدورة) كنت أنا أمارس بعض جنونى مع صديقتى المقربه
والتى تفوقنى جنونا ..وأشياء أخرى فلم يعد لها فى هذا الزمن مكان
فقد كانت يدي تحت الطاولة تلعب بحروف هاتفى الجوال فكتبت لها مسجا اقول لها
( تصدقين؟ معي بالدورة زميل نسخة طبق الأصل من
( … … ) )
فردت علي بمسج أخر تقول فيه
( يابختج لقيتى نسخة من (…؟…)
عقبال ما الآقى نسخة من ( …؟؟.. ) )
رددت عليها ( حاسدتنى على نسخة )
رددت علي ( من قدج بتعيشين اسبوع كامل مع نسخة من حلمك )
ارسلت اليها ( ماأبسط احلامنا ياصديقتى وماأطهر امانيننا)
.
,
الاستراحة
ومدتها نصف ساعه … حملت حقيبة يدي واتجهت إلى الكافتيريا
اخترت طاولة بعيدة عن البقية …تعمدت ان اختفى من أمامه ولااعلم لماذا
شعور غريب…ومشاعر ممتزجة بالخوف والرهبة والرفض والطفوله والمراهقة والنضج قد استعمرتني
لدرجة انى قد فكرت بالفرار من المكان كله…وعدم اكمال هذه ( الدورة )
هو كان يجلس بصحبة الاخرين / يتحدث/ يضحك / يبتسم / تبحث عيناه فى ( زحامهن )
عن إمرأة اثارت هذا الصباح دهشته حين تحولت أمامه من انثى نابضة إلى كومة من الدهشة والذهول
بعد الاستراحة عدنا إلى القاعة
لاحظت انه قد غير مكانه واختار مكانا يسهل عليه رؤيتى فيه ومراقبتى منه بشكل أوضح .
كانت مناقشاته توحى انه رجلا مثقفا فوق العادة
كنت أعلم انه كرجل شرقي يستعرض عضلات ( ثقافته) أمام إمرأة اثارت اعجابه
بعد انتهاء محاضرة اليوم الأول…اتجهت إلى سيارتى … كنت اتمنى بينى وبين نفسى ان لايلمحنى
وان لايرى رقم السيارة ..أو يتبعنى
لكنه كان انضج من ان يتصرف بهذا الطيش
******
فى طريق عودتي للمنزل خيل إلي ان الطريق لم يكن هو الطريق الذى اعتدت المرور عليه
لااعلم ماالذى تغير …اصبحت الاشياء اجمل..وأوضح
فأصبحت ألمح من جمال الطريق مالم اكن المحه من قبل
وكأن هناك من استغل فترة وجوده بالدورة فقام بتجديد طلاء الكون لي
ليفاجئنى بمدينة جديدة ووطن مغتسل من غبار الحزن
عندما
وصلت إلى المنزل كانت اسرتي تجلس كعادتها كل يوم بهذا الوقت بانتظار طعام الغداء
لاجديد فى الادوار والدي يرتدى نظارته لقراءة الجريدة
شقيقتى الصغرى تسرد عليهم تفاصيل يومها بالكلية
وشقيقتى المراهقة تتابع التلفاز ويدها تلعب بخصلات شعرها بدلع مراهقه
وشقيقتى الطفلة ذات السبع سنوات تجلس تجانب والدي
واضعة رأسها هلى كتفه وتهز قدميها بتوتر بانتظار الغداء
ضاربة بكل نصائحنا لها بتقليل كمية الطعام بعد ان ازداد حجمها فى الفترة الاخيرة بشكل ملحوظ
بينما يجلس اول الاحفاد والذى لم يكمل عامه الاول بعد فى حضن والدتي تداعبه وتدلله.
بانتظار عودة والدته ( شقيقتي الكبرى ) من عملها .
القيت السلام وطبعت قبلتي على راس والدى ووالدتي
وتابعت طريقى الى غرفتي بصمت يتبعنى صوت والدي
( يبه غيري ملابسج وتعالي تغدي )
رددت عليه ( تغدوا يبه … انا بنام … لما اصحي بآكل)
وأكملت طريقى مسرعة كى اتجنب اى استفسار منه
لااعلم لماذا خيل إلي اننى اريد ان اخلو بنفسى
اريد ان استرجع بعض تفاصيل يومي بيني وبين قلبى
وفى غرفتي لم استهلك الكثير من الوقت بالتفكير بما حدث صباح هذا اليوم
فقط استسلمت لنوم عميق عمييييييييييييق
فى المساء
وفى تمام الساعه التاسعه مساء استيقظت على صوت رنين الهاتف
ولا أعلم كيف نمتُ كل هذا الوقت
نظرت الى شاشة الجوال لأتعرف على المتصل فقرأت ( المزعجة )
و( المزعجة) هى صديقتى المقربه.
أطلقت عليها هذا اللقب لانها لاتعترف بشىء اسمه وقت او مواعيد
فقد تفاجئنى باتصالها أو زيارتها بأي وقت :
ألو
انتى وينج ؟ حرقت تلفونج وماتردين …ارسلت لج تسع طعش ألف مسج ومارديتى …
ليش خير ؟ اشفيج؟ اش صاير ؟
لا والله ؟ يعنى تتجاهلين ؟ ومسويه نفسج مب فاهمة ؟
والله صدق مب فاهمة؟
ياالله بسرعه قولى اش صار اليوم ؟
من ارسلتي لى المسج الصبح وقلتى لى انج لقيتى شبيه ( لخليفة)
وأنا على نار بانتظار التفاصيل
أى تفاصيل ؟ماصار شى …اش بيصير يعنى ؟
لا والله؟ هالكلام مب علي اوكى؟
عندج نص ساعه تقومين وتصحصحين
فيها وتدخلين مسنجر ناطرتج لاتتأخرين أوكى ؟
اوكى ….باي
وبعد نصف ساعه كنت مع صديقتى على الماسنجر
سردت عليها كل التفاصيل …وكل الاحاسيس التى انتابتنى اليوم
عند رؤية ذلك الرجل الذى لايختلف عن ( خليفة) سوى باسمه
ووصفت لها كيف كان الطريق فى عودتى كأنه ليس الطريق الذى اعتدت عليه
فأانصتت لى طويلا …ولم تقاطعنى احتراما لسردي
فقد كانت تقرأ كل مااكتبه باهتمام واحترام
لكنها فاجأتني بسؤال كالصفعه؟
هل اشتقت إليه؟ هل تتمنين ان يأتي الغد لرؤيته ؟
صمتت … ارعبني السؤال !
؟
أشتاق إليه ؟ كيف؟
لا … أنا اشتقت فقط ل ( خليفة ) به
أنا أتمنى ان يأتي الغد كي أرى ( خليفة ) فيه
أنا أتمنى ان أحدثه غدا كي أسمع صوت ( خليفة ) فى صوته!
(خليفة) آآآآآآه يا ( خليفة ) لو تعلم كم أحببتك
لو تعلم كم اشتقتك…لو تعلم كم احتجتك
لو تعلم كم بكيتك …لو تعلم كم حفظتك … لو تعلم كم وكم وكم !
.
.
ووجدتنى بلا شعور .. اتجه إلى حيث أخفيت ذلك الصندوق الصغير
الصندوق لذى اخفيت فيه عمرى وحلمي وسري
ذلك الصندوق الصغير الذي وضعت فيه رسائل ( خليفة) وصوره
وحوارات الماسنجر ….وقصاصات البريد
التى تحمل اسمه وعنوانه …واسمى وعنواني… احتفظت بها
ربما لانها الورقة الوحيده على وجه الارض التى جمعت اسمى واسمه
وهاتفي القديم….الذى يحتفظ بكل مسجات ( خليفة )
جلست على ارضيه الغرفة وفتحت الصندوق الصغير
أمسكت هاتفى القديم وبدأت أقرأ المسجات بيد مرتعشه وقلب مرتجف
قرأت وقرأت وقرأت ….
وأجهشت بالبكاء…وتألمت حتى خيل إلي انى قد فارقت الحياة
ف ( خليفة ) كان الرجل االأول فى حياتي ..
وحين فارقته وعدت قلبى ووعدته ان يبقى الرجل الاخير
فما هذا الذى يحدث الآن
ومن هذا الرجل ؟
برغم الارهاق الذى صاحبنى ليله الأمس إلا اننى استيقظت باكرا
فالاستيقاظ المبكر عادة تصاحبني منذ صغرى ,,وأحرص عليها حتى فى أيام الاجازات الرسمية
بعد ان انهيتُ ارتداء ملابسى وقفت أمام المرآة أكمل ماتبقى من زينتي
كنت أكره مبالغة بعضهن بتلوين وجوههن
فأضفت لوجهى لمسات خفيفة من المك آب كي أبدو بشكل أقرب إلى الطبيعي
واكتفيت بوضع ( جلوس ) خفيف..وكحل عربي أسود
ثم اتجهت إلى ركن ( العطور ) بالغرفة
كنت أعشق العطور لدرجة الادمان…خاصة العطور العربيه
كانت عطورى العربيه مميزة لايمكن ان أجدها فى مكان آخر غير منزلي
لانها كانت من صنع جدتي …فقد كانت جدتي تعشق مزج العطور العربيه
وإكتسبت منها هذه العادة ..فكنت أمزج العطور لصديقاتى واهديهن إياها فى مناسباتهن الخاصة
وأمام عربة العطور توقفت طويلا ….تذكرتُ شيئا ..بل أشياء
تذكرت حين مزجت جدتى العطر ل ( خليفة) كى أهديه إياه ذات مناسبة …
وابتسمت حين تذكرت قوله لى :
( حاط من عطرج وكل شوى أشم غترتي )
وحديثه المطول حول العطور واشياء اخرى مجنونة كان يحدثني عنها بشقاوة طفل ناضج
كان خليفة رجلا بمعنى الكلمة … ملامحة الرجولية .جاذبيته ..وسامته
ربما لم يكن وسيما جدا كما كان يقول لى دائما..لكننى كنت أراه أوسم رجال الأرض
كان خليفة عاشقا رائعا… يجيد التعامل مع انثاه بحب وحنان..
كان أكثر مايعجبنى فيه غيرته المجنونة علي.
فهذه الغيرة كانت تشعرتى بمدى رجولته فى زمن تكاد تنعدم فيه الرجوله.
وفى الوقت الذى كان الجميع يراه به رجلا قويا شديد القسوة .
كنت أراه طفلا يتعطش لحب نقى فى زمن ملوث..و ربما كنت الانثى الوحيدة التى داعبت الطفل فيه
فكنت أدلله عند مناداته باسم أخبرني ذات حب انه لم يناديه أحدا بهذا الاسم قبلي
وربما لهذا احبنى !
أحبني ؟
ترى هل أحبنى بالفعل ؟
أرعبني تردد صدى مثل هذا السؤال فى داخلى
.
وجاء صوت والدى فى هذه اللحظة كالرحمة لينتشلنى من تفاصيل مؤلمة
انغرست بى قبل ان انغرس بها
ياالله يبه تأخرتي ..لاتطلعين قبل لاتتريقين ..
وصية أبي اليوميه …لاتطلعين قبل لاتتريقين
وبرغم عدم شهيتى للطعام إلا اننى آثرت الانصياع لاوامر أبى
لاننى اعلم ان خروج احدنا بلا تناول وجبه الافطار وابى فى المنزل يعتبر من المستحيلات فى هذا المنزل .
تناولت افطاري على عجل واتجهت إلى ( سيارتى ) متجهة إلى حيت سألتقى ب ( خليفة )
لا …. ليس خليفة … بل (حمد )
ف ( حمد ) هو اسمه
فى الطريق كان الصوت الجريح يملأ أجواء سيارتي
كانت معي من الصغر عين وهدب
كانت معي طول العمر حب انكتب
واليوم أنا عندى خبر وعلم أكيد
حبيبتي فى قلبها حب جديد
ومنين أبتدي ؟
ياجرحي الندي
حسبي على الأيام والحظ الردي .
بعد نصف ساعه وبسبب ازدحام ( الشوارع) فى مثل هذا الوقت
وصلت إلى حيث تعقد الدورة العملية
نزلت من سيارتى بعد تردد وارتباك …واتجهت إلى حيث قاعة الدورة
بدأت دقات قلبي تتزايد .. شعرت انى تحولت إلى فتاة أخرى
.ليست تلك التى كانت تقف أمام المرآة منذ ساعه تسافر باتجاه حلمها خيالا.
دخلت القاعة ..ألقيت السلام … أدركت من إزدياد دقات قلبي ان ( حمد ) كان موجودا
اتجهت إلى مقعدى متعمدة ان أتظاهر بعدم اهتمامى بأحد …
تذكرت قول صديقتي لى ( حين تتجاهل المرأة رجلا ما متعمدة ..فهو حتما يعجبها )
جلست على المقعد… أخرجت كراستى وقلمى …ومذكرة
تفاجات بأحدهم ينادينى ….ليسألني :
( انتي فلانه بنت فلان ؟ )
ارتبكت … بلا شعور نظرت إلى ( حمد ) لارى ملامح وجهه..
أجبته بعد تردد ( نعم )
قال لى ألا تذكرينى ؟ أنا ( عبدالله ) بن جاركم القديم…وصديق طفولتك
وأتبع جملته بضحكة غبية .
قلت له ( أهلا )
قال لى : ( لما شفتج اول مرة حسيت إنى أعرفج وانى شايفج من قبل )
ابتسمت بلا تعليق
فأعقب : ماشاالله عليج كبرتي وتغيرتي
وهنا حدث مالم أتوقعه أبدا …فقد غادر ( حمد ) القاعة
لاأعلم لماذا خيل إلي انه غادر غاضبا .. ربما طريقة خروجه أوحت لى بهذا الشىء
شعور غريب داخلنى … لااعلم أهو الحزن لاحساسى انه غادر غاضبا
أم الفرح لان احساس الانثى بداخلي يقول لى ..انه أخذ من خليفه كل شىء حتى صفاته …
فهذه الغيرة … غيرة خليفه !
بعد ربع ساعه دخل المحاضر القاعه…ودخل خليفة ..أعتذر دخل ( حمد )
لاأعلم متى سأتخلص من عقدة الدمج بين الأثنين!
لاحظت عند دخوله انه يتحاشى النظر إلي …
وبدات المحاضرة بشكل عادي … مناقشات واستفهامات وحوارات ونظرات مسترقه ومتبادلة
بينى وبين ( حمد) بين فترة وأخرى .
وعند انتهاء الفترة الأولى أخبرنا ( المحاضر ) انه فى الفترة الثانية
سيتم تقسيمنا إلى مجموعات للبدء بورشه العمل .
وفى وقت الاستراحة بقيت فى القاعة بعد ان غادر الجميع ..
أرسلت لصديقتى ( المزعجة) مسجا أخبرها فيه بالاحداث
وسألتها ( تعتقدين ليش غادر المحاضرة )
أجابتنى بمسج ( صج غبية .. يعني مافهمتى ؟ )
أجبتها ( فهمت … بس أبيج تقولين عشان أفرح أكثر )
أجابتني بمسج صفعة ( ولد يرانكم الملقوف شلون شكله ؟ اذا حلو تراه محجوز )
بعد انتهاء الاستراحة.. عاد الجميع إلى القاعة …وتم تقسيمنا إلى مجموعات .
من سوء حظى كنت فى مجموعه ( عبدالله ) ولد جيراننا
وكان ( حمد ) بالمجموعة الثانية .
ابتسمت بخبث وأنا ارى ( حمد ) يتحايل على ( المحاضر ) لتغيير تقسيم المجموعات
لكن كل محاولاته باءت بالفشل .
لفت انتباهى وجود فتاة غير مريحة فى مجموعه ( حمد )
كان واضحا انها تحاول لفت انتباهه . كما كان لايخفى على الجميع محاولات ( عبدالله ) للتقرب منى
مر اليوم الثاني بسلام … وغادرت باتجاه باب الخروج ..
لم يكن لدي رغبة للعودة إلى المنزل … كنت أشعر بالاختناق
هاتفت صديقتى ( المزعجة) اتفقت معها على ان ألتقيها فى ( المول) للتسوق والغداء
بعد ان انتهينا من التسوق اقترحت علي ( مريومه ) ومريومه هو اسم صديقتى ( المزعجة)
على حضور فيلما سينمائيا اخبرتها شقيقتها انه من اروع الافلام وان البطل وسيما فوق العادة
بادرتها : يعنى من أوسم ؟ هو وإلا خليفة .؟
نظرت إلي بطريقة خيل إلي انه تتمنى ان أختفى من على وجه الأرض فى هذه اللحظة .
قالت : يبه فتحي ترى الدنيا فيها رجال غير خليفة .
قلت : صدق؟ ليه محد خبرني ؟
قالت : امشى لاأشد شعرى منج أمام الناس .
وكعادتها حملت مريومه كل أنواع العصاير والشبسات والمكسرات والحلويات قبل دخول السينما .
صرخت بي :خلي عندج احساس شيلى معاااااي
رددت ببرود:اسفه برستيجى مايسمح
قالت :يعنى من اللى بيشوفج هنا
قلت :تخيلي فجأة يطلع خليفه قدامي
رددت :يبه خليفة ان طلع قدامج هنا ..مايطلع إلا بيده وحده ثانيه
آلمتنى جملتها … لكننى آثرت ان لاأبين لها لعلمى انها تمازحني
وفى السينما .. كانت ( مريومه ) تتابع باهتمام …وتأكل بنهم … وكنت أنا فى عالم آخر …
كنت أتمزق خيالا وحيرة بين رجلين
أحدهما يدعى ( خليفة )
والآخر يدعي ( حمد )
بعد السينما … عدت إلى المنزل …وأنا شبه منتهيه من شدة الارهاق ..كان المنزل هادئا
يخلو من الجميع إلا انا وبعض ( العاملات)
صعدت إلى غرفتي .. غيرت ملابسى … حاولت ان أنام… فلم استطع
كان طيف ( خليفة ) يلاحقني وكانه يلومنى …
اتجهت إلى ركن العطور,,, وضعت عطرا رجاليا فكل العطور التى أهديتها لخليفة
كنت أحتفظ لى بمثلها ….كي أشم عطره عند الحنين إليه .
فتحت جهازى … وتسللت إلى ملفاتي الخاصة
اخترتُ ملفا كُتب عليه ( حوارات الماسنجر) كنت قد احتفظت فيه بكل حواراتى مع خليفة
حين كان فى عالمي خليفة
اخترت احداها وبدأت أقرأ والألم يعتصر قلبي
ثم إسندتُ ظهرى على الوسادة وأنا أغني بصوت حزين .. فصديقاتى أطلقن على صوتي ( الصوت الحزين)
فكنتُ أغني لهن حتى يبكين !
رددت أغنية أحببتها فى الفترة الاخيرة كثيرا لانها تذكرنى ب ( خليفة )
تدرين وش أنا منه خايف ؟
انه باقى لك من الذكرى حسايف !
ثم دفنت وجهي بالوسادة واستسلمت لنوم عميق
اتمنى ان تعجبكم